دعا الأزهر، مساء أمس الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2023، إلى مقاطعة المنتجات السويدية والهولندية؛ احتجاجاً على حرق نسخ من القرآن في الدولتين خلال الأيام الماضية، ما تسبب في عاصفة من التنديدات في أغلب الدول الإسلامية.
و أدانت كل من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وفلسطين وسلطنة عمان استفزازات اليمين المتطرف في هولندا والسويد.
يأتي هذا بعد أن حرق زعيم جماعة بيجيدا المتطرفة، المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واجن سيفيلد، نسخةَ القرآن الكريم بعد تمزيقها وتدنيسها، في لاهاي، العاصمة الإدارية للبلاد، بعد نحو 3 أشهر من توقيفه أثناء قيامه بحرقه أيضاً.
إذ قال الأزهر في بيان نُشر على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، إنه يطالب الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة جميع المنتجات السويدية والهولندية و”اتخاذ موقف قوي موحد نصرةً لكتاب الله”.
وأضاف الأزهر في بيانه أن المقاطعة تعتبر “رداً مناسباً لحكومتَي هاتين الدولتين، في إساءتهما إلى مليار ونصف المليار مسلم، والتمادي في حماية الجرائم الدنيئة والبربرية”.
كما شدّد الأزهر على ضرورة “الالتزام” بهذه المقاطعة، و”أن أي عزوف أو تقصير في هذا الأمر هو تخاذل صريح عن نصرة الدين”.
وتأتي دعوة الأزهر بالتزامن مع حملة أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلاً واسعاً، لمقاطعة المنتجات السويدية، رداً على الإساءة إلى المسلمين بإحراق القرآن الكريم وتمزيقه، وطالب مغرّدون بمقاطعة المنتجات السويدية، إذ عبّروا عن رفضهم للإساءات المتكررة لرموز مقدسة لدى المسلمين، دون أن تقوم السلطات بأي إجراء ضد هذه الاستفزازات، فيما تصدّر وسم #مقاطعة_المنتجات_السويدية موقع تويتر.
إدانة واسعة في العالم الإسلامي
من جهتها، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الهولندي في أنقرة، جويب ويجناندس؛ احتجاجاً على الاعتداء الذي طال القرآن الكريم في لاهاي، محذّرة من تلك الممارسات، فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن “إدانة واستنكار” المملكة للحادثة، مؤكدة أنها “خطوة استفزازية لمشاعر ملايين المسلمين”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان الحادثة، مشددة على “ضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات، والابتعاد عن التحريض والاستقطاب”.
فيما اعتبرت قطر، التي أدانت الحادثة في بيان لوزارة خارجيتها، أن هذه “الواقعة الشنيعة تعد عملاً تحريضياً، واستفزازاً خطيراً لمشاعر أكثر من مليارَي مسلم في العالم”، محذرة من “السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير”.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيانِ إدانةٍ للحادثة، أن ما تم “فعلٌ سافر يتجاوز حدود حرية التعبير، وينتهك مقدسات المسلمين”، مشددة على أن الدول الأوروبية التي تشهد تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا مسؤولة عن منع تكرار تلك الحوادث.
كما وصفت وزارة الخارجية الأردنية الحادثة، في بيان إدانة، بأنها “ممارسات متطرفة، تؤجج الكراهية والعنف، وتهدد التعايش السلمي، وتزعزع الأمن والاستقرار”، داعيةً لاحترام الرموز الدينية والكفّ عن الكراهية”، وشدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إدانة للحادثة، أنها “اعتداء صارخ على مشاعر ملايين المسلمين”، مطالبةً بتحرك دولي وأممي لوقف تلك الممارسات، وتجريم مرتكبي هذه الانتهاكات.
من جانبها، أعربت سلطنة عمان في بيان صادر عن وزارة خارجيتها عن “استنكارها الشديد” للحادثة، مؤكدة على “ضرورة تكاتف الجهود الدولية لترسيخ قيم التسامح والتعايش والاحترام، وتجريم جميع الأعمال التي تُروّج لفكر التطرف والبغضاء، وتسيء للأديان والمعتقدات”.
بدوره أدان الحادثة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف الحجرف، في بيان، مشيراً إلى أن “مثل هذه الأفعال من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم”.
من جانبها، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان بأشد العبارات
قيام أحد المتطرفين بتمزيق نسخة من المصحف الشريف في مدينة لاهاي الهولندية، معربة عن “استنكارها وشجبها لمثل هذه الممارسات المتطرفة والاستفزازية، التي تشكل مثالاً للكراهية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان”.
استفزازات للمسلمين
والسبت، قام اليميني المتطرف راسموس بالودان، زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي، بحرق نسخة من القرآن قرب سفارة تركيا، بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة، منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه فعلته.
وبعد أيام، وفي خطوة استفزازية جديدة تجاه المسلمين، قام المتطرف الهولندي المناهض للإسلام، إدوين واجنسفيلد، زعيم جماعة بيجيدا المتطرفة، بتمزيق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة الإدارية الهولندية لاهاي.
حيث شارك المتطرف عبر تويتر، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، مقطعاً مصوراً ينقل فعلته الاستفزازية، التي وقعت أمام مبنى البرلمان في لاهاي، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، التي أشارت إلى أن الشرطة المحلية منحته الإذن بهذا الفعل، شرط ألا يحرق الكتاب المقدس للمسلمين.
إلا أنه قام لاحقاً كما ظهر في الفيديو بحرق صفحات القرآن الممزقة. وظهر في الفيديو عناصر من الشرطة الهولندية يقفون وراء المتطرف اليميني، دون أن يحرّكوا ساكناً، وهو يقوم بتمزيق صفحات القرآن الكريم والدوس عليها.
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقلت الشرطة الهولندية الزعيم المتطرف أثناء إقدامه على حرق نسخة من القرآن، خلال حشد حضرته مجموعة من أنصار جماعته في روتردام.