تركياثقافة وفنسياحة و سفر

نُصب «السلام والحرية» شهادة على عملية السلام في قبرص

شبكة مراسلين
بقلم: عمر صبري

في أعقاب الصراع القبرصي عام 1974، تم إنشاء العديد من المعالم والمتاحف لإحياء ذكرى نضال وتضحيات القبارصة الأتراك خلال ما يُعرف بعملية السلام في قبرص.

ومن بين هذه المعالم التاريخية، يقف نصب السلام والحرية، الواقع في منطقة ساحل فرود، كرمز مهيب للقوة والمرونة وروح السلام الدائمة. يكرم هذا النصب الشاهق، إلى جانب متحف عملية السلام القريب ومقبرة الشهداء، أولئك الذين قاتلوا وماتوا خلال هذا الوقت المضطرب، ويستمر في العمل كتذكير بالتاريخ المعقد للجزيرة.

عملية السلام في قبرص عام 1974

تعود جذور عملية السلام في قبرص إلى التوترات الطويلة الأمد بين المجتمعين القبرصي اليوناني والتركي بين عامي 1963 و1974، كانت قبرص في قبضة الصراع، حيث سعى القبارصة اليونانيون، بقيادة الجماعة المسلحة إيوكا، إلى ضم الجزيرة إلى اليونان، وبلغ هذا ذروته بانقلاب ضد الرئيس مكاريوس في عام 1974، مما أثار رد فعل من الجيش التركي.

في 20 يوليو 1974 شن الجيش التركي عملية برمائية، مسجلاً بذلك المرة الأولى التي تطأ فيها قدم الجيش الجزيرة عن طريق البحر. كانت العملية، المعروفة لدى الأتراك باسم عملية السلام في قبرص، تهدف إلى حماية السكان القبارصة الأتراك واستعادة السلام في المنطقة. ومع ذلك، جاءت المهمة بتكلفة كبيرة، حيث فقدت العديد من الأرواح على الجانبين.

نصب السلام والحرية

تم بناء نصب السلام والحرية لإحياء ذكرى تلك اللحظة المحورية في التاريخ، وتم افتتاحه في 20 يوليو 1978، بعد أربع سنوات بالضبط من العملية. يبلغ عرض النصب التذكاري 41 مترًا وارتفاعه 74 مترًا، ويرمز هيكله المهيب إلى مرونة وقوة الجيش التركي ومعاناة الشعب القبرصي التركي.

يوجد في قلب النصب التذكاري عمود مرتفع يقع إلى الشمال، ويمثل قوة وتصميم الجيش التركي أثناء العملية. ويتكون الهيكل الرئيسي للنصب التذكاري من 11 عمودًا، يرمز كل منها إلى 11 عامًا من المشقة التي تحملها القبارصة الأتراك من عام 1963 إلى عام 1974. ويقال إن صخرة تقع أمام النصب التذكاري، مغمورة جزئيًا في البحر، استُخدمت كدرع من قبل سفن الإنزال أثناء العملية العسكرية.

متحف عملية السلام

على مسافة قصيرة من النصب التذكاري يوجد متحف عملية السلام، حيث يمكن للزوار استكشاف بقايا الحرب. هنا، تُعرض الدبابات والمدافع وناقلات الأفراد المستخدمة خلال عملية عام 1974 تحت ظلال الأشجار الطويلة، مما يوفر تباينًا مؤثرًا بين أدوات الحرب وهدوء خلفية البحر الأبيض المتوسط. يوفر المتحف صورة حية للصراع، مما يمنح الزوار فرصة للعودة بالزمن إلى الوراء وفهم الاستراتيجية العسكرية والثمن البشري للعملية.

مقبرة الشهداء: تكريمًا للقتلى

    تطل مقبرة الشهداء على البحر الأبيض المتوسط، وهي موقع مقدس لأولئك الذين فقدوا أرواحهم أثناء عملية السلام. سميت على اسم خليل إبراهيم قره أوغلان أوغلو، وهو قائد فوج كان من بين أول من نزلوا على الجزيرة، وتكرم المقبرة تضحيات الجنود الأتراك.

    ولد كارا أوغلان أوغلو عام 1924 وتخرج من الأكاديمية العسكرية عام 1945، وكان جنديًا مزينًا خدم في وحدات مختلفة قبل أن يستشهد عام 1974. وقد دفن في المكان مع 71 جنديًا تركيًا آخر، بما في ذلك 8 ضباط.

    يتميز مدخل المقبرة بعمودين يرمزان إلى بوابة الوطن الأم، وهو تمثيل قوي لارتباط القبارصة الأتراك بتركيا. تقدم اللافتات الموجودة عند المدخل تاريخًا موجزًا ولكنه ثاقب لقبرص، والنضال القبرصي التركي، والأحداث التي أدت إلى عملية عام 1974.

    نصب تذكاري للذكرى والأمل

    لا يقف نصب السلام والحرية والنصب التذكارية المحيطة به كإشادة بالشهداء فحسب، بل وأيضًا كرموز دائمة للسلام والحرية والمرونة. إنها تعكس الذاكرة الجماعية لشعب تحمل سنوات من المشقة والقوات العسكرية التي سعت إلى جلب الاستقرار إلى الجزيرة.

    تدعو هذه المواقع إلى التأمل في تكلفة الصراع والجهود الجارية لتحقيق السلام الدائم في الجزيرة.

    بالنسبة للزائرين إلى شمال قبرص، توفر زيارة هذه المعالم فرصة للتواصل مع تاريخ قبرص والإرث الدائم لأولئك الذين ناضلوا من أجل السلام.

    خاص - مراسلين

    شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى
    wordpress reviews