موسكو تُصعد وكييف تستغيث.. فهل يتجه بوتين للحسم؟
تقارير على مدار اليومين الماضيين من أرض العمليات، نقلتها وكالات أنباء عالمية، تشير إلى أن موسكو تتجه إلى معركة حاسمة، خاصة في ظل التصريحات التي خرجت من الخارجية الروسية، بأنه لا فائدة من الحديث مع أوكرانيا ومن يحركونها.
في الوقت الذي يستغيث فيه الرئيس الأوكراني بقادة الاتحاد الأوروبي وأمريكا، بسرعة إمداده بدبابات أبرامز وليوبارد، فضلا عن طلب رئيس أوكرانيا فولديمير زيلنيسكي من واشنطن تزويدها بطائرات إف 16، إلا أن طلبه قوبل من الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرفض، فضلا عن تسويف بايدن في إرسال دبابات أبرامز إم1.
إسقاط مروحية أوكرانية
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن القوات الروسية أسقطت مروحية أوكرانية من طراز “مي-8” في مقاطعة خيرسون.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية، أمس الاثنين، في بيان نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت مروحية عسكرية أوكرانية من طراز “مي-8″، وخمس طائرات من دون طيار، وثلاثة مقذوفات من طراز “هيمارز”.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أنه تم إسقاط مروحية من طراز “مي-8” التابعة للقوات الجوية الأوكرانية بوسائل الدفاع الجوي الروسية بالقرب من منطقة زولوتايابالكا في مقاطعة خيرسون، وأنه تم تدمير خمس مركبات جوية من دون طيار في مناطق كريفوشيفكا، وفيروتنوفكا، وكراسنوريتشينسكوي، وفلاديميروفكا، في جمهورية لوغانسك الشعبية.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنه تم تدمير مدفعيتين ذاتية الحركة من طراز “غفوزديكا”، ومستودعين للذخيرة في مقاطعة خيرسون.
وبيّنت وزارة الدفاع الروسية أن منذ بداية العملية الخاصة، تم تدمير381 مروحية أوكرانية، و206 طائرة هليكوبتر، و2987 طائرة من دون طيار، و402 نظام صواريخ مضاد للطائرات، و7691 دبابة، ومركبات قتالية مدرعة أخرى، و997 قاذفة صواريخ متعددة، و3970 مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و8229 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
قتل 40 جنديا أوكرانيا وأضرار بالغة في السلاح الأوكراني
كما صرحت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء بأن مجموعة “فوستوك” من القوات الروسية قضت أكثر من 40 جنديًا أوكرانيًا ودمرت خمس قطع من المعدات في يوم واحد، بالإضافة إلى مستودعين أوكرانيين بذخيرة مدفعية في منطقة أوغليدار وفي منطقة كاترينيفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وقالت الوزارة في بيان: “في اتجاه الجنوب – دونيتسك، ألحقت وحدات من تجمع القوات “فوستوك” أضرارًا نارية في وحدات اللواء الآلي 72 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة أوغليدار، وكذلك اللواء 110 للدفاع الإقليمي في منطقة نوفوبول بجمهورية دونيتسك الشعبية.
خسائر القوات المسلحة لأوكرانيا على هذا المحور ارتفعت لأكثر من 40 من الأفراد العسكريين، ودبابة واحدة، ومركبتين قتاليتين مصفحتين، وشاحنتين صغيرتين اليوم”.
بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير مستودعين أوكرانيين بذخيرة مدفعية في منطقة أوغليدار وفي منطقة كاترينيفكا في جمهورية دونيتسك.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية، إلى أن كييف فقدت حوالي 105 من الأفراد العسكريين على محوري كوبيانسك وكراسني ليمان بمقاطعة خاركوف.
كما خسر الأوكرانيون دبابة وأربع عربات قتال مصفحة وسيارة ومدافع هاوتزر من طراز “دي-20” على هذا المحور.
زيلنيسكي يستغيث وواشنطن تماطل
من جانبه، حذَّر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من أن روسيا بدأت “انتقامها الكبير” من المقاومة في أوكرانيا، في وقت أعلنت فيه القوات الروسية تحقيق سلسلة من المكاسب الإضافية في الشرق.
وبالرغم من استغاثات الرئيس الأوكراني، الذي ورطته أمريكا وأوروبا في هذه الحرب الدائرة، إلا أن أمريكا أعلنت صراحةً عن رفضها تزويد كييف بطائرات مقاتلة، فضلا عن تسويفها في إرسال دبابات أبرامز التي وعدت بها، ودربت أوكرانيين عليها، ولكنها قالت إن وصولها لأوكرانيا سيحتاج ستة أشهر، وهو الأمر الذي يساعد في إتماما روسيا لعمليتها العسكرية بدون عوائق.
فضلا عن أن بعض المحللين العسكريين يرون أن أمريكا لا تريد أن تدخل في مواجهة مباشرة مع روسيا، خاصة في ظل التهديدات الروسية الرسمية التي أكدت أنها ستدمر أي تدخل خارجي في هذه الحرب الدائرة مع أوكرانيا، كما أنها تمتلك المعدات الحربية ووسائل دفاع رادعة تستطيع أن تدمر أي معدات أمريكية يتم إرسالها إلى كييف.
وحذر رئيس قسم المعاهدات الدولية السابق بوزارة الدفاع الروسية، الفريق يفغيني بوزينسكي، اليوم الثلاثاء، من أن “مطارات دول الناتو ستكون هدفا مشروعا لروسيا وفقًا للقانون الدولي، في حال تم استخدامها كقواعد للطيران الأوكراني”.
سيمفيروبول – سبوتنيك. وقال بوزينسكي، في تصريحات لـ”سبوتنيك”، “إذا قررت كييف استخدام الطيران، فيمكنها البدء من مطارات الناتو القريبة (في رومانيا أو بولندا، مثلا، ولكن في هذه الحالة، أنا مقتنع تماما بأنه من وجهة نظر القانون الدولي، ستصبح هذه المطارات هدفا مشرعا للتدمير، ومن ثم ليفكر الأمريكيون أنفسهم في كيفية الرد على هذا سواء بالذهاب للحرب أو إخبار الحلفاء، هذا شأنكم الخاص، تعاملوا مع الروس بأنفسكم”.
الأمر الذي حذر معه زيلينسكي منذ أسابيع من أن موسكو تهدف إلى تصعيد هجومها على أوكرانيا، بعد نحو شهرين من الجمود الفعلي على خطوط الجبهة الممتدة في جنوب البلاد وشرقها.
الرئيس الأوكراني أشار إلى أن روسيا تشن هجمات في شرق البلاد “لا هوادة فيها، رغم الخسائر الفادحة التي مُنيت بها”، معلقاً على ذلك بأن موسكو تثأر من نجاح أوكرانيا في طرد القوات الروسية من العاصمة كييف، والجنوب الشرقي والجنوب، في مرحلة سابقة من الصراع.
وأضاف زيلينسكي: “أعتقد أن روسيا تريد حقاً أن يكون انتقامها كبيراً، أعتقد أنهم بدأوا ذلك (بالفعل)”، وأفاد في تصريحات للصحفيين في مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية، أن روسيا تجلب كل يوم مزيداً من القوات النظامية، وقوات مرتزقة فاغنر.
فرغم عدم وجود مؤشر على وقوع هجوم جديد أوسع نطاقاً على الحدود، قال دينيس بوشيلين، الحاكم الذي نصّبته روسيا على الأجزاء التي تسيطر عليها من منطقة دونيتسك، إن القوات “رسخت موطئ قدم لها بفوليدار”، وهي مدينة لتعدين الفحم.
من جانبه، قال يان جاجين، وهو مستشار لبوشيلين، إن قوات من مجموعة فاغنر الخاصة سيطرت جزئياً على طريق إمداد يؤدي إلى مدينة باخموت، التي كانت موضع تركيز للهجمات الروسية على مدى شهور.