أمريكا أنفقت 30 مليار دولار على أوكرانيا في سنة واحدة لدعمها ضد روسيا.. فهل نجحت؟
تمر اليوم الجمعة، الذكرى الأولى، للحرب الروسية الأوكرانية، والتي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، حربها الخاصة مع روسيا، ولكن من خلال الأراضي الأوكرانية التي يقوم فيها نظام الرئيس فلاديمير زيلينيسكي بدور الوكالة نيابة عن حلف الغرب ضد روسيا.
ومنذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، تصدرت الولايات المتحدة الدول الداعمة لأوكرانيا، وقدمت واشنطن مساعدات عسكرية بنحو 30 مليار دولار، في عام واحد لأوكرانيا ضد روسيا، كما فرضت أمريكا مئات العقوبات على روسيا وبذل جهود دبلوماسية لحصارها دوليا.
وقدمت أمريكا دعما عسكريا واسعا، في صورة أسلحة وذخائر وتدريبات على استخدام عدد من الأسلحة، كما تصدرت واشنطن الدول الغربية التي فرضت عقوبات على روسيا وحاصرتها في الأمم المتحدة.
وبدأت حرب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، تبعه ردود فعل دولية غاضبة، وذلك بسبب غضب روسيا من سعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو، الذي تعتبره روسيا تهديدا وجوديا لأراضيها، وتشترط موسكو تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة “تدخلا في سيادتها”.
تسليح عسكري
و تسلمت كييف من واشنطن 38 منظومة صواريخ دفاعية من طراز “هيمارس”، وبطارية “باتريوت” للدفاع الجوي، ومنظومتي دفاع جوي من طراز “هوك”، و12 منصة دفاع جوي من طراز “أفنجر”.
وفيما يتعلق بسلاح الجنود، زودت واشنطن كييف بعدد 109 عربة مشاة قتالية من طراز “برادلي”، و45 دبابة من طراز “T-72B”، وأكثر من 640 ناقلة جنود مدرعة، إضافة لتعهد واشنطن بتزويد كييف بـ31 دبابة طراز “أبرامز”.
كما أجرت الولايات المتحدة خلال العام الماضي، تدريبات عسكرية للقوات الأوكرانية، شملت استخدام الدبابات الأمريكية في الميدان.
ولم تكتف أمريكا بهذه المساعدات، بل أعلن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بنحو 500 مليون دولار، خلال زيارة مفاجئة أجراها للعاصمة كييف.
وفي اليوم التالي، قال البيت الأبيض، في بيان، إنه “خلال عام كامل، قدمت الولايات المتحدة دعما حاسما لشعب أوكرانيا، وعملت بتنسيق وثيق مع حكومة أوكرانيا لتزويدهم بما يحتاجونه”.
وأضاف البيان: “قبل عام، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه يستطيع أن يطيح بأوكرانيا بسرعة، كان يعتقد أنه يمكن أن يقسم حلفائنا وشركائنا، لقد كان مخطأ، أوكرانيا لا تزال صامدة”.
وأكد: “التحالف الدولي لدعم أوكرانيا أقوى وأكثر وحدة من أي وقت مضى، فمنذ كشفنا لأول مرة عن خطط روسيا لشن الغزو، حرصنا على توافق صمود أوكرانيا مع التصميم العالمي”.
وتابع: “حشدنا المجتمع الدولي للتحدث علنا والوقوف ضد الحرب الوحشية الروسية، بما في ذلك في الأمم المتحدة، حيث صوّت العالم مرارا وبأغلبية ساحقة لإدانة العدوان الروسي”.
وكشف بيان البيت الأبيض ما قدمته الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في حربها المستمرة ضد روسيا منذ عام عبر سرد أسماء وكميات الأسلحة المرسلة حتى الآن.
وأوضح البيان، أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بأكثر من 1600 نظام مضاد للطائرات من طراز “سنتجر”، وأكثر من 8500 من أنظمة “جافلين” المضادة للدروع، وما يقرب من 55 ألف سلاح إضافي مضاد للدروع.
وأضاف أن واشنطن زودت كييف أيضا بأكثر من 700 مسيرة انتحارية من طراز “سوتش بليد” المطورة محليا، و160 وحدة مدفعية من طراز “هاوتزر” عيار 155 ملم و72 من عيار 105 ملم.
ولتعزيز الدفاع الساحلي لأوكرانيا خلال المراحل الأولى من الصراع، أشار البيان، إلى أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بمنظومتين من صواريخ “هاربون” المضادة للسفن.
كما أرسلت واشنطن أكثر من 100 مليون طلقة من الذخيرة إلى كييف، شملت الذخيرة المستخدمة في الأسلحة الصغيرة وأنظمة الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، وفق البيان.
جهود دبلوماسية
وتقدم الولايات المتحدة نصيب الأسد من المساعدات العسكرية الدولية لأوكرانيا، فقد حشدت الحلفاء حول العالم للحذو حذوها والوقوف معا في الجهود الدبلوماسية والاقتصادية لمعاقبة روسيا.
وفرضت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية 14 ألف عقوبة على موسكو، أغلبها جرى فرضها منذ أطلقت حربها على أوكرانيا، لتصبح روسيا الدولة الأكثر تعرضا للعقوبات في العالم.
وتصدرت الولايات المتحدة الدول الغربية بقرارات فرض العقوبات على روسيا منذ بدء الحرب على أوكرانيا، عبر ألف و948 عقوبة، وفق إحصاء حديث لشركة “Castellum.ai” السويدية المتخصصة برصد مخاطر العقوبات.
كما قادت الولايات المتحدة جهودا دبلوماسية في الأمم المتحدة، أسفرت عن قرارات عديدة تطالب روسيا بوقف الحرب أو ترفض الاعتراف بالأوضاع التي تسعى موسكو لإقرارها.
أحدث القرارات الأممية، كان في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما صوتت الجمعية العامة بأغلبية ساحقة على دعوة الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بضم روسيا للأراضي الأوكرانية.
وفي 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا، وسط رفض وتنديد غربي واسع.