سياسةمقالات

من الشاه إلى آية الله

بقلم : عبد الهادي خروس

لم تكن إيران في حالة من الاستقرار قبيل الثورة الإيرانية أو كما تسمى أيضاً ” الثورة الإسلامية” فمن خلالها تم تحويل إيران إلى جمهورية إسلامية.

وأيضاً لم تكن ثورة عادية بالقيام على الحاكم فقط، بل شارك فيها جميع فئات وأطراف المجتمع والغي من خلالها العديد من القوانين ونظم منها الكثير من الأحكام الجديدة .

ولكن لا بد من التذكير أنه في تلك الحقبة كانت إيران تعيش وضع اقتصادي صاخب وسياسي سيء وكان هناك توغل كبير للحكم البريطاني الذي حاول إفشال الثورة الإيرانية من أجل النفط الإيراني الوفير.

في عام 1978 نشبت ثورة الشارع الإيراني تحديداً في السابع من يناير واستمراراً حتى الحادي عشر من فبراير 1979 لإسقاط حكم الشاه محمد رضا البهلوي (المملكة البهلوية) المدعوم من أمريكا وليستغل الفرصة آنذاك آية روح الله الخميني عائداً من منفاه محولاً إيران إلى جمهورية.

أسباب إندلاع الثورة:

1- الانكماش الاقتصادي

2- فساد ووحشية وهمجية نظام الشاه.

3 – الجانب السياسي: في محاولة تكريس سياسة الحزب الواحد للحكم (حزب الشاه).

4- الجانب الديني: رجال الدين في إيران كان لهم دور وعامل كبير في الثورة.

تمهيدات ما قبل الثورة:

لا شك أن قبيل كل ثورة هناك الكثير من المعطيات والمساهمات التي تلعب دور هام وكبير في إنجاح الثورات أو فشلها وكان للثورة الإيرانية خلفيات سيناريوهات مختلفة وأهمها :

• ثورة التنباك.
• الثورة الدستورية الفارسية.
• انقلاب 1925 وتسلم رضاه شاه للحكم.
• مصدقة شركة النفط الأنجلو الإيرانية والتي تدعى اليوم BP البريطانية.
• انقلاب 1953 خلع رضا شاه وتثبيت ابنه محمد رضا بهلوي.
• الثورة البيضاء “الكثير من الإصلاحات لمحاولة البقاء في الحكم ومنها الإصلاح الزراعي، حق المرأة في التصويت، تأميم الغابات، تشكيل هيئة محو أمية .
• وأخيراً صعود آية الله الخميني ويعنى بداية الحكم الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية .

لم تكن الثورة الإيرانية سهلة أو ثورة عادية ففي الطرف الأول شاه بدعم من دول عظمی كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفي الطرف الثاني المرشد الحالي لإيران خميني الذي تمتع بحصانة اجتماعية قوية وأيضاً كرس دوره السياسي وهو في منفاه وبدعم العديد من أقطاب المجتمع والأحزاب المختلفة وليس من السهل أبدًا تغيير نظام الحكم في الدولة علماً أنه كان إحدى نجاحات ثورة السابع من يناير بدون نجاحات أخرى تذكر كما قيل من شهود على الثورة.

عاشت إيران تخبطات سياسية مختلفة وتقلبات مجتمعية لعبت دور في سياسة إيران اليوم وفي قوة إيران وظهروها أمام العالم.

الثورة الإيرانية وتأثيرها على المجتمع:

للعامل المجتمعي الدور الأكبر في نشوب الثورة ضد شاه في إيران آنذاك كانت تعيش أيام عصيبة من عنف وطمس للهوية وسرقات للنفط الإيراني وتعتيم وفرض قرارات تعسفية تمس أبناء المجتمع أنفسهم، وحين بدء النشاط الثوري ومساهمة آية الله تدخلت غالبية أقطاب المجتمع كالطلاب الجامعيين الذين لعبوا دورا كبيرا وهاما في الثورة، وأيضاً التيارات المختلفة سواء يسارين أو التيار الليبرالي أو التيار الإسلامي ورجال الدين وذلك رغم اختلافاتهم العقائدية، ولكن إن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن المجتمع كان يعيش في حالة سيئة جداً وقد قدم الخميني العديد من الوعود للمجتمع حال نجاح الثورة سنستعرضها لاحقاً فيما بعد الثورة.

من شاه إلى آية الله والدور السياسي للثورة:

حاول الشاه العمل على سياسة الحزب الواحد في الدولة (حزبه الحاكم) وأيضاً اتبع أساليب مختلفة في قمع الحريات واعتقال المعارضين أو تصفيتهم من قبل جهاز الأمن والاستخبارات الأمني القومي الإيراني كما عمل على إثارة الهلع والخوف في المجتمع بينما آية الله كان يريد مزيداً من الحرية ومزيداً من الإسلام للمجتمع وأراد التخلص من العلمانية والنفوذ الخارجية على الدولة وتحسين وتطوير النظام السياسي في الدولة.

ثورة إيران وجانبها التاريخي بين زمان البهلوي والإمام الخميني

كانت ثورة الـ 79 حدثاً تاريخياً هاماً بالنسبة لإيران خصوصاً وللعالم أجمع وجميع المعطيات سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية تلعب في منحنى الثورة التاريخي ولمجرد الانتقال من حكم ملكي إلى حكم جمهوري فهذا حدث تاريخي ومجرد الانتهاء من الاستبداد والقمع والانتقال إلى تحول ثقافي والنهوض بالتعليم والصحة أيضاً تعتبر أحداثاً تاريخية بالنسبة لإيران والجدير بالذكر التغيير الكبير الذي حصل في السياسية الخارجية للدولة والذي يعتبر إنجاز تاريخي لا يتكرر.

الجانب الاقتصادي بين الرفعة والتدهور:

تتضمن المقارنة الاقتصادية بين فترة حكم الشاه محمد رضا بهلوي قبيل الثورة الإيرانية والفترة التي تلت الثورة بقيادة الإمام الخميني بعد الثورة، عدة جوانب اقتصادية

خلال حكم الشاه، شهدت إيران فترات نمو اقتصادي جيدة بفضل الاستثمارات الأجنبية وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط وفي المقابل وجود سرقات وأمور غير مكشوفة. بينما تعرض تعرض الاقتصاد الإيراني بعد الثورة لتباطؤ نتيجة للتغييرات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك العقوبات الدولية النفط والاعتماد على الطاقة وأيضاً شهدت إيران خلال فترة حكم الشاه إصلاحات اقتصادية مثل تحديث البنية التحتية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية بينما تم تطبيق سياسات اشتراكية وتوزيعية بعد الثورة، بما في ذلك التخصيص والوطنية للشركات والموارد الطبيعية.

وهناك أيضاً العديد من العوامل التي كانت سيئة قبل الثورة الإيرانية ولم تتحسن بعدها كالبطالة ومعدل الفقر بينما اعتبرت التجارة الخارجية أكثر نشاطاً في زمن الشاه فضلاً عن زمن آية الله وذلك بسبب العقوبات المطبقة، وأخيراً يتضح أن هناك تباينا كبيرا بين الفترة التي سبقت الثورة وبعدها من حيث النمو الاقتصادي.

ختاماً الثورة الإيرانية كانت حركة اجتماعية وسياسية قامت بإسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي وإقامة نظام جمهوري إسلامي بقيادة الإمام الخميني. وتمثلت أهداف الثورة في محاربة الفساد والقمع الذي كان يمارسه النظام السابق واستعادة الهوية الإسلامية والوطنية لإيران.

لعب الإمام الخميني دوراً حاسما في الثورة، حيث كان يعتبر الشخصية الروحية والقيادية الرئيسية للحركة الثورية. قاد آية الله الاحتجاجات والمظاهرات والحملة ضد نظام الشاه بشكل سلمي ومتحضر، وقد انتهج نهجا إسلامياً قائماً على المبادئ الشرعية لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية.

بعد سقوط نظام الشاه، تولى الإمام الخميني السلطة وأصبح الزعيم الأعلى للجمهورية الإسلامية وشكل نظام الحكم الجديد وعمل على تغيير الديناميكيات السياسية والاجتماعية في البلاد بشكل جذري، كما أنه ترك بصمته في الساحة الإسلامية العالمية، حيث أصبح رمزا للمقاومة الإسلامية ضد القوى الغربية والتدخل الأجنبي في شؤون الدول الإسلامية.

وأخيراً تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة كبيرة ذات تنوع ديموغرافي قوي وحيز جيوساسي هام من بين دول العالم وتلعب دور رئيس في المنطقة ككل.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews