مقالات

المسرحية الإيرانية – الأمريكية – الإسرائيلية والحرب النووية.. صراع حقيقي أم إعادة ترتيب لقواعد اللعبة؟

شبكة مراسلين
بقلم : دارين الكيالي

في مشهد سياسي بالغ التعقيد، تتكرر حلقات التصعيد بين إيران، الولايات المتحدة، وإسرائيل، في ما بات يُشبه “مسرحية مدروسة” أكثر من كونه مواجهة حقيقية. فمع تصاعد الضربات الجوية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، وما رافقها من تهديدات متبادلة، يبدو أن الأطراف الثلاثة تدير الأزمة بخيوط دقيقة توازن بين الضغط والتراجع، والردع والتفاوض.

إسرائيل تصف ضرباتها الأخيرة بأنها “نوعية ودقيقة”، فيما تؤكد واشنطن دعمها “المحدود” لهذه العملية. أما إيران، فعلى الرغم من خطابها الحاد، لم تنجرّ إلى رد عسكري واسع، بل اكتفت برسائل سياسية وتعبئة شعبية داخلية. هذا الانضباط في التصعيد يطرح تساؤلات حقيقية: هل نحن أمام حرب نووية وشيكة، أم مجرد استعراض قوة لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة؟

الواقع أن هذا التوتر لا يمكن فصله عن السياق الدولي الأوسع. الولايات المتحدة، الغارقة في استحقاقاتها الانتخابية، تبحث عن نصر سريع يعزز حضورها كقوة لا تزال تمسك بخيوط النظام العالمي. في المقابل، تريد إسرائيل تأكيد تفوقها العسكري، خاصة في ظل تراجع صورتها الدولية بسبب حربها على غزة. أما إيران، فتحاول فرض نفسها كقوة لا يمكن تجاهلها، من خلال التلويح بإمكانياتها النووية وقدرتها على زعزعة الاستقرار إذا لزم الأمر.

وبين هذه القوى الثلاث، يبدو أن الضحية الأكبر هو المنطقة العربية التي تُستخدم مرّة جديدة كساحة لصراع النفوذ، وسط تغييب متعمّد لأي صوت عربي مستقل قادر على التأثير أو المبادرة. فالمشهد برمّته ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل أقرب إلى إعادة توزيع للأدوار، وتحديث لخريطة الردع في الشرق الأوسط.

وفي ظل هذا الواقع، يصبح السؤال الحقيقي: هل نحن أمام بداية إعادة رسم جديدة للشرق الأوسط، أم أنها جولة إضافية في صراع طويل يُدار تحت الطاولة أكثر مما يُحسم فوقها؟

——————————————————————-

– المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة مراسلين

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
wordpress reviews