أخباراقتصادمال و أعمالمصر

مصر: أزمة “بلبن” تشعل الجدل حول سلامة الغذاء ومستقبل علامة تجارية كبرى

شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف

شهدت الأيام القليلة الماضية أزمة غير مسبوقة لسلسلة الأغذية والمشروبات الشهيرة “بلبن”، التي أغلقت فجأة جميع فروعها البالغ عددها 110 فروع داخل مصر، بالإضافة إلى مصانعها ومنشآتها المرتبطة بعلامات تجارية أخرى مثل “بهيج” للأسماك و”عم شلتت” للفطائر.
جاء هذا القرار بعد اتهامات وجهتها الهيئة القومية لسلامة الغذاء بوجود منتجات غذائية مخالفة للمعايير الصحية، مما أثار تساؤلات واسعة حول جودة السلامة الغذائية ومستقبل علامة تجارية نمت بسرعة خلال السنوات الأربع الماضية.

بداية الأزمة

الأزمة بدأت مع شكاوى من مستهلكين بشأن منتجات غذائية فاسدة يعتقد أنها تسببت في حالات تسمم، وهو ما دفع الهيئة القومية لسلامة الغذاء إلى إطلاق حملات تفتيش موسعة على منشآت الشركة.

وأظهرت نتائج التحاليل وجود بكتيريا ممرضة في العديد من المنتجات، وهي من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي. كما تم رصد استخدام ألوان محظورة دوليًا، وسوء تخزين بعض المنتجات، مما قد يؤدي إلى فسادها وتغيّر خصائصها.

في المقابل، نفت “بلبن” أن يكون الإغلاق مرتبطًا بحالات تسمم أو بلاغات طبية رسمية، موضحة أن الأمر يتعلق بإغلاق إداري لأسباب تنظيمية. ومع ذلك، أعربت الشركة عن استغرابها من بعض القرارات الرقابية التي لم تحظَ بتوضيحات واضحة، مؤكدة استعدادها الكامل للخضوع لأي تحقيق أو رقابة قانونية.

تداعيات القرار

الإغلاق المفاجئ أثر بشكل مباشر على نحو 25 ألف موظف يعملون في الشركة، ما فتح باب التكهنات حول مستقبل هذه العلامة التجارية التي تمثل مصدر رزق لآلاف الأسر المصرية.

كما أثيرت تساؤلات حول كيفية تعامل الجهات الرقابية مع قضية بهذا الحجم، خاصة وأن “بلبن” كانت واحدة من الشركات المصرية الناشئة التي حققت نجاحًا كبيرًا في وقت قصير، حيث امتدت أعمالها إلى 9 دول عربية، وافتتحت مؤخرًا الفرع العاشر خارج مصر في منطقة السالمية بالكويت.

رد فعل شركة بـ لبن

في بيان رسمي، ناشدت الشركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل العاجل لحمايتها، مؤكدة أن الإغلاق الكامل يهدد مصدر رزق آلاف الأسر ويعرقل نشاطًا تصديريًا مهمًا.

وقال الدكتور مؤمن عادل ، المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، في مداخلة هاتفية: “هل من المنطقي أن تؤدي مشكلة في فرع واحد -إن وجدت- إلى إغلاق جميع الفروع؟”.

بعد ساعات من البيان الأول، أصدرت “بلبن” بيانًا جديدًا أكثر تفاؤلًا، شكرت فيه الرئيس السيسي على “تدخله السريع” ودعوته لعقد اجتماع عاجل مع الجهات المعنية.

وأكدت الشركة التزامها الكامل بمعايير السلامة الغذائية، ما يشير إلى احتمالية عودتها للعمل إذا تم التوصل إلى تفاهمات مع الجهات الرقابية.

تساؤلات حول مستقبل صناعة الغذاء في مصر

الأزمة فتحت النقاش حول أهمية تعزيز آليات الرقابة على صناعة الغذاء في مصر، خاصة مع توسع الشركات المحلية في الأسواق الإقليمية. وبينما تسعى “بلبن” لإعادة هيكلة عملياتها والامتثال للمعايير الصحية، تبقى التحديات الأساسية التي تواجهها الشركة هي استعادة ثقة المستهلكين واستدامة نموها في ظل الضغوط الرقابية.

تبرز أزمة “بلبن” كنموذج حيوي لتحديات الصناعات الغذائية في مصر، حيث تتداخل معايير السلامة مع طموحات النمو الاقتصادي.
ومع الانتظار لمعرفة الخطوات القادمة، يظل السؤال الأبرز: هل ستتمكن الشركة من استعادة مكانتها أم ستصبح ضحية لنظام رقابي أكثر صرامة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews