أخبارتقارير و تحقيقاتسلايدر

وزير ري مباركVS وزير ري السيسي.. ماهي جدوى تبطين الترع؟ وهل أهدر المال العام؟

أثار بيان وزير الري والموارد المائية هاني سويلم، أمام البرلمان المصري، بعض نقاط الجدل، حول جدوى صرف مليارات الجنيهات على تبطين الترع، والتي أكد أنها إهدار للمال العام، موضحا أن تبطين المصارف خطأ فنى لا يجب الوقوع فيه ولكن يجب تطهيرها وعدم انهيار الجسور وصيانتها دوريا كلما أمكن ذلك.

ورد وزير الري الأسبق محمد نصر علام، على بيان وزير الري الحالي، حيث فند التفاصيل الفنية والعلمية من وراء تبطين الترع، خلال تدوينة مطولة على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك، وجاءت كالتالي:


١. أولا ماهي الترع والمصارف ووظائفها!؟

الترع مجرى مائي محفور لنقل المياه من نهر النيل للأراضي الزراعية في الوادي والدلتا وامتدادهما.
والمصارف المفتوحة يتم استخدامها لتجميع مياه الصرف من شبكة المصارف المغطاة المنتشرة بطول وعرض البلاد والضرورية للتخلص من المياه الزائدة في الطبقة السطحية من الأرض الزراعية التي تنتشر بها جذور المحاصيل الزراعية.


٢. ماهي الصيانة الدورية الضرورية للترع؟

الصيانة للترع تتكون من شقين، الأول التخلص من الحشائش التي تعوق حركة المياه وتزيد من فواقد البخر من الترع، والثاني هو المحافظة على قطاع الترع التصميمي لضمان قيامها بتوصل كميات المياه المطلوبة وفى التوقيت المطلوب.
أما صيانة المصارف، فالهدف منها ازالة الحشائش وتطهير المجرى من العوائق.


٣. ما أهمية تبطين الترع؟


تبطين الترع له هدفان:
أولا: المحافظة على القطاعات التصميمية للترع.

ثانيا: تقليل نمو الحشائش بجوانب الترع .

وكانت ومازالت الصيانة تتم باستخدام الكراكات للتطهير السنوي، وفى ظل سوء التنفيذ والاشراف تم تبحير (توسيع) قطاعات الترع كثيرا على مر السنين مما أعاق سرعة وصول المياه إلى مستخدميها في التوقيت المطلوب والكم المناسب مع زيادة في فواقد النقل بالبخر.


أما تبطين الترع في التربة الرملية مهم للحفاظ على الميول من التهايل، والأهم تقليل الفواقد المائية بالارتشاح (الرشح).

وقال وزير الري الأسبق استكمالا للمعلومات التي رد بها على تصريحات وزير الري الحالي، إن هناك عدة حقائق هامة لعملية تبطين الترع، يجب معرفتها جيدا لتفهم ماذا يحدث في بلادنا.


فمن الناحية الأكاديمية (العلمية)، ندرس لأبنائنا في كلية الهندسة جامعة القاهرة أنه في التربة الطينية إذا التزمنا بالميول الطبيعية في إنشاء جوانب الترعة، ليس هناك لزوم للتبطين إلا فقط بجوار المنشآت المائية.
وفى التربة الرملية، نفس الشيء، فيكفى أيضا الالتزام بالميول الطبيعية لجوانب الترعة، واللجوء للتبطين اذا كانت فواقد الرشح مرتفعة نسبيا، نتيجة لطبيعة التربة.


وهذا رأي العلم حول تبطين الترع، وكانت مصر تلتزم بهذا حتى فترة الستينيات على ما أتذكر.


والآن ومنذ عدة عقود، الوضع أصبح شيئا أخرا في بلدنا، فلما بدأ استخدام التطهير الألى للترع والمصارف، ومع سوء التنفيذ ورداءة الإشراف الفني، تم تشويه (تدمير) القطاع التصميمي للترع (والمصارف)، ومن سنة لأخرى زاد تشويه القطاعات وتضاعفت مساحات القطاعات المائية عدة مرات.


والنتيجة انخفاض مناسيب المياه في الترع وقلة سرعة تدفق المياه، مما تتطلب تزويد الترع بكميات أكبر من المياه للوصول للنهايات، وري الأراضي الزراعية هناك.


وتفاقمت المشكلة مع الوقت وتدهورت القطاعات المائية أكثر وأكثر، حتى أصبح لدينا مشكلة عدم وصول المياه لمعظم نهايات ترع الري.


وفى نفس الوقت نتيجة لتبحر قطاعات الترع، زادت فواقد البخر من الترع (وليس الرشح).

من ناحية أخرى، ونتيجة للزيادات السكانية الهائلة في الأرياف، تضاعف عدد سكان القرى، ومع محدودية الرقعة الزراعية، خرج السكان لوظائف فنية وإدارية، بل وأصبح أكثر من ٨٠٪؜ من سكان القرى يعملون خارج قطاع الزراعة، لا يحافظون على مجارينا المائية كما كان أجدادنا وأبائنا.


ومع نقص خدمات الصرف الصحي وجمع والتخلص من القمامة، تحولت المجاري المائية (ترع ومصارف) إلى ملقف للزبالة ومياه الصرف الصحي للأسف في معظم القرى المصرية.


ومشكلة أخرى قد يجهلها البعض، أنه في الواقع ليس ممكنا استرداد القطاعات التصميمية للترع كما كانت قديما للأسف، والسبب أنه لا تتوفر تربة طينية كافية بالقرى المصرية لأعمال الردم المطلوب!!.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews