تقارير و تحقيقاتسلايدر

لماذا تعلن أمريكا وأوروبا عن إرسال دبابات لأوكرانيا وتسوف في التسليم؟

لا يمر يوم من الحرب الروسية على أوكرانيا، حتى تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية ودول اتحاد أوروبا، بالإعلان عن إرسال مئات الدبابات لكييف، إلا أنها تتهرب من التسليم، رغم الدعم اليومي الذي يقف عند حدود التصريحات الخاوية من أي تقدم ملموس، أو إرسال أي شيئ من شحنات الأسلحة التي تغازل بها أوكرانيا، حتى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنيسكي أصبح يستغيث كل يوم متسائلا: ” أين السلاح”؟.

وأعلنت الإدارة الأمريكية إرسال العشرات من دبابات “أبرامز” الشهيرة، إضافة لموافقة ألمانيا على إرسال دبابات “ليوبارد”، وصولا لبريطانيا التي كانت السباقة في إعلان إرسال دباباتها الحديثة من طراز “تشالنجر”.

وما أن أعلنت أمريكا وألمانيا عن هذه الدبابات، حتى طار الأوكرانيون فرحا بهذه الصفقة، ليفاجئوا بأيام قليلة تسويف أمريكا وألمانيا وبريطانيا، على لسان مسؤول عسكري أميركي أن عملية نقل دبابات “أبرامز” قد تستغرق أشهرا، إضافة لتوقع المسؤولين العسكريين البريطانيين أن دبابات “تشالنجر” لن تصل إلا مع بداية الربيع وتحديدا نهاية شهر مارس/آذار المقبل.

هذا الوضع يعني بحسب محلللين استراتيجيين، أن الجيش الأوكراني سيظل تحت هذا الضغط الروسي لشهرين إضافيين.

ليفتح علامات التساؤل، عن أسباب هذا التأخير وهذا التسويف، وقدرة هذه الدبابات على تغيير مجريات المعارك في حال وصلت بعد أشهر، والسؤال الأهم هل يستطيع الجيش الأوكراني الصمود إلى حين وصول هذه الدبابات؟.

لماذا تسوف أمريكا في تسليم الدبابات لأوكرانيا؟

نقلت “قناة الجزيرة” عن بروفيسور ويليام ألبرك، إن الولايات المتحدة لن ترسل أحدث نسخة من دبابات أبرامز، بل إنها قد ترسل النسخة القديمة من طراز “M1″، مضيفا أن عملية وصول أكثر من 30 دبابة إلى الجيش الأوكراني مرتبطة بعدد من العوامل “من بينها عدد الدبابات الموجودة حاليا في مخازن الجيش الأميركي، وإمكانية أن تحتاج هذه الدبابات إلى صيانة قبل إرسالها”.

واعتبر الخبير في الأسلحة أن الأمر لن يتوقف فقط عند تدريب الجنود في أوكرانيا على استعمال هذه الدبابات، “لكن سيقوم الجيش الأميركي أيضا بتدريب فرق الصيانة للتعامل مع أي عطب أو مشاكل تقنية تعرفها هذه الدبابات، وتوفير قطع الغيار التي ستحتاجها الدبابات، وكل هذا يحتاج لوقت معتبر”.

ويلفت البروفيسور البريطاني إلى بُعد آخر في تأخر وصول الدبابات الأميركية، وهو أن الهدف كان إقناع ألمانيا بإرسال دبابات “ليوبارد”، “لهذا فهناك تقدير بأن الموقف الأميركي كان استجابة للطلب الألماني بإرسال دبابات أميركية حتى توافق برلين على إرسال دباباتها، ولهذا يمكن القول إن الخطوة الأميركية سياسية أكثر من كونها خطوة لها فعالية كبرى في مجريات المعارك”.

أهمية الدبابات لأوكرانيا

ويؤكد ألبرك أن دبابات “ليوبارد” وخصوصا طرازي “2A5″ و”2A6” الحديثة، “ستكون بمثابة ترياق للجيش الأوكراني لمواجهة إستراتيجية الاستنزاف التي تقوم بها روسيا حاليا”، مضيفا أن الجنود الأوكرانيين سيكون سهلا عليهم التعامل مع هذه الدبابات مقارنة مع الدبابات الأميركية أو البريطانية.

وأضاف أن التقديرات الأوكرانية تشير إلى الحاجة إلى 300 دبابة لردع الهجوم الروسي “والأكيد أن تدفق العشرات من الدبابات الغربية سوف يساعد الجيش الأوكراني على التحرك بشكل أسرع ولكنها تبقى غير كافية دون غطاء جوي قوي”.

وعن سبب التركيز على دبابات “ليوبارد” الألمانية كشف أنها “تعطي للفريق الذي يقودها درجة عالية من الأمان والقدرة على توجيه ضربات بعيدة المدى بحيث لن تستطيع الدبابات الروسية الاقتراب منها”، مواصلا أن لهذه الدبابات “القدرة على الصمود في أماكن إطلاق النار وقدرة على رصد أهداف العدو وإن كانت بعيدة، ما يمنح المشاة من الجنود فرصة للتقدم”.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews