صور وفيدوهات|خلافات مصر والسعودية تظهر للعلن.. كتاب سعوديون يهاجمون السيسي.. ورئيس تحرير “الجمهورية” يرد: الحفاة العراة الأندال

رئيس تحرير “الجمهورية” يصف السعوديين والكويتيين بالحفاة العراة والأندال
يبدو أن هناك ضوءا أخضرا من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الأونة، للسماح لإعلامه والمتحدثين باسمه في الفضائيات والصحف المصرية، بالهجوم على دولتي السعودية والكويت، على واقع الأزمة المختبئة خلف عباءة أزمة تسليم جزيرتي “تيران وصنافير” للسعودية.
حتى أن الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الحكومية، شن هجوما لافتا على السعوديين، وذلك عقب انتقادات كتاب سعوديين لسيطرة الجيش المصري على اقتصاد البلاد.
حفاة عراة
وقال توفيق في مقال نشره على عدد من الصحف والمواقع المصرية أبرزها صحيفة الجمهورية ودار الهلال وموقع القاهرة 24، إنه “لا يجب على الحفاة العراة الذين ارتدوا أفخر الثياب مؤخراً التطاول على مصر زينة وأم الدنيا.. بتاريخها وحاضرها ومستقبلها وحضارتها وانتصاراتها وأمجادها.. ورجالاتها ورموزها وشعبها العظيم.. ليس من حق اللئام والأندال ومحدثى النعمة أن يتطاولوا على أسيادهم فهم مجرد هواء وفراغ يتلاشى بمجرد هبوب عواصف بسيطة.. لكن مصر هى الجبال الراسيات الشامخات ليس من حق «دويلات» عمرها لا يزيد على عمر أصغر أبنائى أن تتحدث عن مصر إلا بالأدب وبالإجلال والاحترام وإذا كان يمكنهم شراء بعض أصوات وأبواق الأقزام والعملاء والمرتزقة فلا يمكنهم شراء التاريخ والحاضر والمستقبل”.
وتابع، أنه من المهم أن يفهم ويعي الناس التحديات الاستثنائية والكثيرة التى تواجه الدولة المصرية في الداخل والخارج إقليمياً ودولياً سواء في شكل تداعيات الأزمات العالمية وانعكاساتها على الداخل أو الاضطرابات الإقليمية والصراعات الدولية بالإضافة إلى حملات الأكاذيب والتشكيك والتزييف والتشويه والتخويف.. ناهيك عن ضغوط فوق طاقة البشر.. وعشرات المواقف المعقدة يومياً التي تحتاج إلى قرارات صائبة وحكيمة.
وأشار توفيق في مقاله الذي جاء بعنوان ” الأشجار المثمرة.. و«حجارة» اللئام والأندال”، إلى أن إعلام السعودية والكويت، انبرى في الهجوم والإساءة لمصر، مضيفا أنه رغم ضآلة هذه الدول التي تعانى من الهشاشة البشرية والحضارية والتي أصبحت في غفلة من الزمان تحمل اسم «دول» في ابتزاز سافر.. ومحاولات توريط واستدراج.. وإشعال للمنطقة وفق حسابات متهورة.. تجافى سياسات وثوابت مصر الحكيمة في إرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وتساءل توفيق: “لا أدرى لماذا تثير قوة الجيش المصري العظيم وقدرته جنونهم وأحقادهم.. وحالة مرضية من الهذيان فإذا كان الأمر متوقعاً من العدو التقليدي والتاريخى لأن قوة وصلابة خير أجناد الأرض تفقده صوابه واتزانه وتربك حساباته.. وتدحر مخططاته ومؤامراته الفاشلة لكن الغريب أن يأتي الهجوم والإساءة من المفترض أنه “شقيق”.. لكن وإن كانت مصر تترفع عن الصغائر وممارسات الأقزام والصغار لكنها لن تقبل بضغوط وابتزاز يدفع المنطقة إلى أتون الصراعات وتتلاشى معه كل مظاهر الأمن والاستقرار.
وقال: “الجيش المصري العظيم هو عصب الوجود ليس لمصر فحسب ولكن لكافة دول الأمة العربية.. هو عمود الخيمة والدرع والحصن والسند الذي يرتكز عليه الجميع.. إذن ماذا وراء حالة التنطع والغيبوبة التى يعيشها البعض من المفترض أنهم أشقاء الذين يتسم أداؤهم بالتهور والاندفاع”.
وتابع توفيق: “لا يجب ان نستهلك وقتنا الثمين فى مهاترات والرد على إساءات وأكاذيب السفلة والخوف والرعب من تنامى قدراتها ووصولها إلى الدرجة التي تزعج الآخرين.. وتثير حقدهم وكرههم.. فلو كانت مصر لا قدر الله ضعيفة أو مستكينة أو فاشلة ما كان كل هذا الهجوم المتواصل.. والأكاذيب والإساءات المستمرة التى يطلقها السفلة والأقزام.. والحاقدون على قوة وقدرة مصر التي تتصدى لجميع مخططاتهم ومؤامراتهم وسيناريوهاتهم الشيطانية التي لا تستهدف مصر وحدها ولكن كامل المنطقة العربية لكن للأسف هناك أغبياء أعماهم المال لا يدركون انه لو حدث مكروه لمصر فلن يبقوا دقيقة واحدة بعدها لأنهم مجرد تفاصيل وتوافه وجذوع نخل خاوية.. مجرد ظواهر صوتية وحنجورية.. عميت أبصارهم وبصيرتهم دوافعهم الغيرة والحقد والمكايدات بسبب مواقف وثوابت مصر الشريفة والمدركة لأبعاد المؤامرة وما يراد لها وللمنطقة العربية”.
وكشف توفيق أن هناك حالة من الابتزاز والانتهازية تجاه مصر من هذه الدول التي لم يسمها، وأشار من خلال إشارارته العديدة على كونهما السعودية والكويت، قائلا: “مصر لن تركع فلو كانت مصر ضعيفة ومستكينة ما كان اللئام يواصلون الهجوم الضارى عليها فهى الشجرة المثمرة.. وهى الشموخ والعزة والكرامة والأصل والحضارة لم ولن تقول للندل يا عم حتى ولو كان على السرج راكباً.. لأن الندل واطى وقليل أصل حتى ولو كان يعوم على نهر وبحر من المال لكنه أبداً لن ينسى أصله.. ولن يستطيع أن يهين الكريم وابن الأصل العظيم القوى الأمين”.
واستطرد توفيق: “أقول لمن عميت أبصارهم وبصائرهم وماتت غدة الشرف فى داخلهم.. ما شهدته مصر على مدار 8 سنوات من البناء والإنجاز لذلك جاء الحقد والتآمر والكراهية لقوة وقدرة مصر.. أراها كراهية الأعداء.. و«نفسنة» بعض الأشقاء.
ووجه عبد الرزاق توفيق رئيس تحرير الجمهورية رسالة للسعوديين والكويتيين قائلا: “أقول فى النهاية ان مصر أكبر وأعظم من أحاديث الإفك التى يروجها الأندال والأقزام واللئام والحاقدون وكل شيء فيها يمضى إلى الأمام.. على طريق تحقيق أهدافها وتطلعات شعبها.. لكن شكراً للمحن والشدائد والأزمات لأنها تعرفنا الفرسان من الأندال.. من أولاد الأصول من اللقطاء.. من «الشبعان» إلى محدث النعمة.. فلطالما مرت مصر بتحديات وأزمات.. وعبرت وازدادت قوة وأمجاداً وصلابة.. فلهذا تتعاظم مكانة الأوطان وقدرتها على قهر الصعاب.. وعبور المستحيل وما أعظم مصر الوطن.. وقائدها الوطنى الشريف”.
من جهته، علق الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الاهرام الأسبق على مقال توفيق قائلا، إنه لا يجب أن نهاجم السعودية بهذه الطريقة التي تؤدي لقطع العلاقات معهم كما تم قطع العلاقات مع القطريين من قبل، مؤكدا أنه يجب علينا أن نتعلم الدرس ولا نلقي الكلام في الهواء بدون حساب حساباته جيدا.
وقال سلامة على صفحته بـ ” تويتر” قائلا: ” كثيراً ما حذرنا في الماضي من الذم في دولة قطر لأي سبب كان. دائما كنا نقول حافظوا على شعرة معاوية.في الأول والآخر نحن أشقاء.. الآن نقول حافظوا على أواصر الأخوة مع كل من الكويت والسعودية. أيضاً نحن أشقاء. هو الغباء بلا حدود. ألا تتعظون.الله يخرب بيوتكم. الواد إيدي كوهين شمتان فينا”.
وكان قد هاجم الكاتب الكويتي علي الفضالة النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، نظام الرئيس السيسي، واتهمه بالفشل، وأن الكويت لن تعطي مليما واحد لمصر وأنها لن تتحمل فاتورة هذا الفشل طوال الوقت”.
كما هاجم عدد من الكتاب السعوديين، نظام السيسي أيضا بمثل هذه الاتهامات، من بينها تغريدة للكاتب والأكاديمي السعودي السابق تركي الحمد، وقال : “لدينا نموذجان لمصر: مصر المزدهرة قبل عام 1952، ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ”، وأضاف: “في المقابل، هنالك مصر بواقعها الحالي، أي مصر البطالة، وأزمات الاقتصاد والسياسة، ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج، ملكيا كان أم جمهوريا”.
وتابع: “فما الذي حدث لمصر الثرية بثرواتها وإمكانياتها، التي كانت تُقرض المال وتساعد المحتاج، وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي، مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك، وهي أرض اللبن والعسل؟”.
وفي تفسيره لأسباب كل ماسبق، أشار الحمد، إلى “هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة، وخاصة الاقتصاد، بحيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش، وبإشراف الجيش، ومن خلال مؤسسات خاضعة للجيش، ولصالح متنفذين في السلطة.
ووصف ما يجري بـ”الثقافة الشعبية المستسلمة والمستكينة”.
كما قال الخبير في علم الاجتماع السياسي خالد الدخيل، الذي قال؛ إن “ما يحصل لمصر في السنوات الأخيرة، يعود في جذره الأول إلى أنها لم تغادر عباءة العسكر منذ 1952”.
وأضاف أنها “انكسرت في حزيران/ يونيو 1967، وتبخر وهج 23 تموز/يوليو، كما عرفه المصريون والعرب”.
ووجه انتقاده للسلطة الحالية وللجيش المصري، مستدركا بقوله: “لكن سيطرة الجيش على السلطة وعلى اقتصاد مصر، لم تسمح ببديل سياسي اقتصادي مختلف”.
وتداول نشطاء مقطعا قديما للدخيل، خلال ندوة سياسية قبل أعوام، كان يتحدث فيها عن تلميحات للسيسي، يهاجم فيها السعودية في أحد خطاباته، رغم أنه كان يطلب الدعم المالي منها عقب انقلابه.
وقال الدخيل؛ إن السيسي قال في خطاب له ويشير إلى السعودية، بأن مصر لن تركع إلا لله، وهي جملة مربكة في السياق الذي قيلت فيه، والسعودية ليست والخليج أعداء لمصر”، وأضاف: “تفسيري أن المقصود هو أن مصر لن تركع للمال الخليجي، فلماذا يطالب السيسي بالرز الخليجي؟!”.