تقارير و تحقيقاتسلايدرعربي و دولي

مصافي ترحين لتكرير البترول .. أداة الموت الصامت في شمال سوريا

سهل عبد السلام – مراسلين

مع بدء الانتفاضة السورية لم يكتفِ نظام الأسد باستخدام العنف المفرط لقمعها لكنه استخدم أيضاً اسلوب الحصار وسحب الخدمات، ومنع وصول المحروقات والخبز كأحد أساليب الحرب التي يشنها على السوريين.

وسخّر نظام الأسد مختلف الموارد الطبيعية لخدمة آلته العسكرية في قتل السوريين، وبعد فقدان السيطرة على آبار النفط في شمال شرقي سوريا وعدم وجود أي مصفاة لتكرير المحروقات في المناطق التي لا تخضع لسيطرته اضطر السكان إلى اللجوء إلى طرق بدائية في استخراج وتكرير النفط، في مناطق شمال شرقي سوريا، تعتمد على التسخين والتقطير.

مناطق شمال غربي سوريا لم يكن فيها آباراً للنفط لكن التجار ينقلونه من مناطق شمال شرقي سوريا إلى شمال غربي سوريا، وتعتبر قرية ترحين أكبر مركزاً للتكرير، وتقع قرية ترحين بمنطقة الباب، شرقي حلب.

ومع أن “الحراقات تؤمن المحروقات (البنزين والمازوت، ومحروقات للتدفئة والطبخ)، وبأسعار أخفض من المستورد من تركيا، إلا أنها تشكل خطراً كبيراً آنياً وفي المستقبل على العاملين والبيئة والمستهلكين.

آثار الحراقات:

الآثار على البيئة: 

تأثرت الأراضي الزراعية بشكل كبير في منطقة ترحين نتيجة النفايات الناتجة عن عملية التكرير البدائية والنفط المتسرب إلى الأراضي والغازات والتي تؤدي إلى أثر سام يمتد لعقود، في المياه الجوفية، ودخوله السلسلة الحيوية.

الأثر على السكان:

وينقل الدخان المنبعث من الحراقات مجموعة واسعة من المواد الكيميائية السامة في الهواء تؤثر الملوثات على السكان المحيطين بمنطقة الحراقات حيث ينقل الهواء غازات ثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، وتؤدي هذه الغازات لأمراض تنفسية مزمنة.

الأثر على العاملين:

يتعرض العاملون للخطر الأكبر نتيجة غياب إجراءات السلامة وينقسم الخطر إلى قسمين: الأول ناجم عن الانفجار أو الحرائق والت غالبا ما تكون كارثية بسبب الحرارة المرتفعة وسرعة الاشتعال، والخطر الثاني المرتبط بالتعرض لمواد مسرطنة، مثل الرصاص، حمض الكبريتيك، الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، ومواد أخرى تسبب الدوار وتهيج العين وتلف الكبد والكلى.

نتتائج ورسائل

1-تجسيد معاناة الشعب السوري على كافة الأصعدة فمن غير المحروقات لا يمكن للأفران أن تنتج خبزاً ولا لأجهزة المشافي أن تعمل ولا لسيارات الإسعاف أن تنقل الجرحى والمصابين ولا يمكن استخراج المياه من باطن الأرض.

2- أوجد الشعب السوري حلول بديلة قد تنعكس عليهم بالضرر وعملوا عليها وفق نظرية ميكافيلي “الغاية تبرر الوسيلة” فالحاجة أكبر مما نتخيل 

3- يجب العمل على إيجاد حلول أفضل من أجل سلامة الإنسان والبيئة يجب إيجاد حل حقيقي لتأمين مستلزمات الشعب من المنتجات النفطية دون إلحاق الضرر فنحن أمام كارثة حقيقية يجب مواجهتها .

بالإضافة إلى مشاهد الدخان الناتج عن السيارات والمولدات وطرق نقل الوقود من الحراقات إلى محطات البيع وتسرب بعضه في الطرقات مما قد يسبب حوادث سير وحرائق في الطرقات.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews