مسئول أمريكي يكشف أسرار زيارة وزير الدفاع الأمريكي لمصر وإسرائيل والأردن
كشف مسئول عسكري أمريكي، اليوم الاثنين، الأهداف الحقيقية وأسرار زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، للشرق الأوسط، في جولة لمصر وإسرائيل والأردن، والتي قال المسئول عنها، إنها جاءت للم شمل التحالف المصري الإسرائيلي الأردني، وتلطيف الأجواء في القدس، خاصة في ظل التوترات والتجاذبات الحادثة بسبب تطرف حكومة نتنياهو، واشتعال الموقف في فلسطين المحتلة.
كما عمل وزير الدفاع الأمريكي على طمأنة الحلفاء في الشرق الأوسط، وتوجيه رسائل صريحة لزعماء إسرائيل ومصر.
وبعد لقاء الوزير أوستن ملكَ الأردن عبد الله الثاني أمس الأحد في عَمان، من المتوقع أن يحث الوزير الأمريكي المسؤولين الإسرائيليين على خفض التوترات في الضفة الغربية.
كما جاءت زيارة أوستن لمصر لتعزيز العلاقات مع القاهرة، مع التطرق لمخاوف واشنطن بشأن حقوق الإنسان في مصر.
إدارة بايدن لا تثق في نتنياهو
من جانبه، كشف خبير أمني إسرائيلي، عن السبب الذي يقف خلف إرسال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كبار قادتها إلى تل أبيب، في الوقت الذي تشهد المنطقة حالة من التوتر وعدم الاستقرار الأمني.
وأكد المحلل الاسرائيلي للشؤون الأمنية في موقع “واينت”، رون بن يشاي، أن “لدى الإدارة الأمريكية مخاوف وقلق بخصوص خطوات يمكن أن تقوم بها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في الساحة الفلسطينية والإيرانية”، وفق ما نقله موقع “i24” الإسرائيلي.
وأضاف: “هذا الأمر دفع الإدارة الأمريكية إلى إرسال أكبر اثنين من الشخصيات الهامة في وزارة الدفاع الأمريكية؛ رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك ميلي ووزير الدفاع لويد اوستن، وذلك لإجراء محادثات توضيح وتنسيق مع الجهاز الأمني الإسرائيلي وكبار الشخصيات السياسية الإسرائيلية”.
ونقل بن يشاي عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، تأكيده أن “لدى البيت الأبيض والبنتاغون مخاوف من أن تقوم الحكومة الإسرائيلية الحالية بمفاجئة الولايات المتحدة وتورطها في حرب في الشرق الأوسط، في الوقت الذي فيه الولايات المتحدة وحلفائها يستثمرون جل مواردهم في أوكرانيا والحرب الباردة مع الصين”.
وذكر أنه “من وجهة نظر أمريكية، الوضع الحالي يشبه الوضع الذي ساد بالسنوات من 2010 حتى 2012 في فترة حكم باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه نتنياهو ووزير الأمن ايهود باراك حيث خططوا لمهاجمة إيران، لذلك، زار الخميس الماضي رئيس الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي إسرائيل وكان في ضيافة رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي”.
ونبه بن يشاي إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت يعتبر في نظر جهات أمريكية جهة معتدلة وموضوعية في الحكومة الحالية، يمكن الحديث معه والتأثير من خلاله على مناقشات “الكابينت”، علما بأن غالانت شارك في الحرب على لبنان عام 2006 وهو من قاد في العدوان الإسرائيلي الهمجي والمدمر على قطاع غزة عام 2008-2009، حيث قتل جيش الاحتلال في هذا العدوان نحو 1328 شهيدا، ووصل عدد الجرحى لنحو 5450.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي رفيع المستوى – رفض الكشف عن هويته-: “سينقل أوستن التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الشرق الأوسط والتأكيد لشركائنا بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم دفاعهم”.
وقبيل زيارة أوستن للمنطقة، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن الوزير سيجري مناقشات تركز على التهديد المتزايد الذي تشكله إيران على استقرار المنطقة، وعلى تعزيز التعاون الأمني متعدد الأطراف بأنظمة دفاع جوية وصاروخية متكاملة.
وللولايات المتحدة نحو 30 ألف جندي في المنطقة، كما أنها تعد طرفا محوريا في الصراع الدائر بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة.
فيما قال جنرال مشاة البحرية الأميركية المتقاعد فرانك ماكنزي، الذي ترأس القوات الأمريكية في الشرق الأوسط حتى 2022، إن المنطقة مهمة للولايات المتحدة جزئيا بسبب دور الصين المتنامي.
وأضاف الجنرال ماكنزي -الذي يرأس الآن معهد الأمن القومي والعالمي التابع لجامعة ساوث فلوريدا- “أعتقد أن هذه الزيارة (في إشارة لجولة الوزير أوستن) هي مثال ممتاز لفرصة مواصلة إبلاغ الناس في المنطقة أنهم ما زالوا مهمين بالنسبة لنا”.
وتوسعت العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط في ظل جهود التنويع الاقتصادي في المنطقة، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة بشأن تنامي مشاركة بكين في البنية التحتية الحساسة في الخليج، بما في ذلك دولة الإمارات.
إسرائيل
وطالبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض دعوة وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى “محو” قرية حوارة الفلسطينية، وهو تصريح وصفه نتنياهو أمس الأحد بأنه “غير ملائم”.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية تعليق الوزير الإسرائيلي سموتريتش بأنه بغيض.
وتأتي زيارة أوستن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، حيث سعى وسطاء أجانب للحد من التوترات التي تصاعدت بعد أن استعاد نتنياهو السلطة على رأس ائتلاف يميني متطرف.
وتشهد الأراضي الفلسطينية توترا متصاعدا، أسفر منذ مطلع العام الجاري عن استشهاد 63 فلسطينيا برصاص الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية والقدس، بينهم 11 خلال اقتحام مدينة نابلس في 22 فبراير/شباط الماضي.
ووفق المسؤول الدفاعي الأمريكي فإن الوزير أوستن سيتحدث مع المسؤولين في مصر عن حقوق الإنسان واحترام الحريات الأساسية.