باحث بالشأن الإيراني عن اتفاق (السعودية -إيران): انتقاص للدور الأمريكي برعاية صينية
علق الكاتب الصحفي والباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي، على المفاوضات الدائرة بين طهران والرياض، والاتفاق برعاية صينية على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ عام 2016.
وقال الهتيمي، إنه على الرغم من أن كل من المملكة العربية السعودية وإيران، أجريا نحو خمس جولات حوار سابقة في العراق، فضلا عن جولات أخرى استضافتها دولة عمان والتي استهدفت جميعها تهدئة التوتر بين الدولتين وإعادة علاقاتهما الدبلوماسية المتوقفة منذ العام 2016 إثر الاعتداء على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية عقب إعدام الشيعي السعودي نمر باقر النمر، إلا أن نبأ الإعلان عن توصل البلدين لاتفاق يتم بموجبه استئناف العلاقات وإعادة تبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما خلال شهرين يمثل مفاجأة للكثير من المراقبين للشأن الإيراني، خاصة وأنه ليس ثمة تطورات إيجابية ظاهرة تدفع أو تحفز على التوصل لهذا الاتفاق.
وأبدى الهتيمي خلال تعليقه المنشور على صفحته الشخصية بموقع “فيس بوك” اليوم الجمعة، عدة ملاحظات على البيان الثلاثي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” حول هذا الاتفاق، أولها أن هذا الاتفاق لم يتم توقيعه في أي من البلدين العربيين العراق أو عمان اللذين كان لهما السبق في بذل الجهد من أجل تجاوب البلدين لخلافاتهما، وهو بكل تأكيد ورغم إشارة البيان لدورهما والإشادة به، إلا أنه انتقاص للدور العربي، وكان الأولى الإعلان في أحدهما أو مشاركة ممثلين عنهما في حوار بكين.
ثانيا: أن تكون الصين هي صاحبة الفضل في استضافة هذا الحوار، يشي بكل تأكيد بالعديد من الدلالات التي يجب أن نتوقف عندها، خاصة وأن كلا من الصين وإيران تربطهما علاقات إستراتيجية قوية، فيما تعدهما الولايات المتحدة الأمريكية طرفين ضمن المحور المعادي لها.
ثالثا: البيان لم يشر من قريب أو من بعيد إلى ما تم الاتفاق عليه بشأن العديد من الملفات الشائكة بين البلدين، وعلى رأسها اليمن، وهل ستلعب إيران دورا في إقناع الحوثيين بالقبول بالحوار والتخلي عن استخدام السلاح وتسليم العاصمة صنعاء إلى الحكومة الشرعية؟، أم أن الأمور ستظل على ما هي عليه مع بعض التهدئة، خاصة وأن حرب اليمن واحتلال الحوثيين للعاصمة وانطلاق عاصفة الحزم تم كله والعلاقات السعودية الإيرانية كانت قائمة.
رابعا: توقيت التوصل والإعلان عن هذا الاتفاق يأتي انتقاصا للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف الأوروبية على إيران من أجل التخلي عن البرنامج النووي، واستئناف العودة للاتفاق الموقع عام 2015، متسائلا: “هل كان إقدام المملكة على التوصل لهذا الاتفاق في بكين بالتنسيق مع الأطراف الغربية”.
وأشاد الهتيمي بقدرة إيران على أن توظف كل ما لديها في الوقت المناسب تحقيقا لأهداف أو تخفيفا لضغوط أو سدا لثغرات أو تعميقا لعلاقات.