شبكة مراسلين – محمد الليثي
قال الرئيس التركي الفائز بالانتخابات الرئاسية، رجب طيب أردوغان، إنه يحمد الله على مرور الجولة الثانية للانتخابات دون حدوث أية مشكلة، وحسب النتائج غير الرسمية، فإن الشعب قد كلفني بأداء رئاسة الجمهورية لولاية أخرى خمس سنوات، مضيفا بأنه يشكر كل شخص من أبناء الشعب التركي الذي كلفه بالمهمة.
وأضاف أردوغان اليوم الأحد، خلال كلمته من شرفة القصر الرئاسي بأنقرة، احتفالا بفوزه خلال الجولة الثانية بالانتخابات: “مهما كان اختياره وانتخابه في الجولتين الانتخابيتين فكل من ذهب لصناديق الاقتراع وأثبت قوة الديمقراطية في تركيا يستحق كل الشكر والتقدير بغض النظر عن اختياره وانتخابه، معربا عن شكره للمسئولين والموظفين ومسئولي الأحزاب والمراقبين لجهدهم في نجاح الانتخابات التركية، مؤكدا أن الشعب صوت لمئوية تركيا الثانية في هذه الجولة الثانية.
وقال إن الشعب اختار أن يكون معظم النواب في البرلمان من تحالف الجمهور، وفي هذه الجولة الثانية كان خيار الشعب واضحا في اختيار من يتولى السلطة التنفيذية، وخيار الشعب على الرأي والعين، ولكن لسنا نحن من فاز بل الفائز هو تركيا، والمنتصر هو الشعب نفسه بجميع أطيافه، والفائز الديمقراطية، ولو تتذكرون أننا قلنا في جميع المناسبات بأنه في حال فوزنها لن يخسر أحد في بلدنا، ومن يخسر هو من يدون سناريوهات سيئة لبلدنا ومن يؤيد المنظمات الإرهابية ومن يحاول بنصب أموال الشعب.
وتابع: ” الآن لن ولم يخشر أحد وقد فاز كافة الشعب التركي البالغ 85 مليون نسمة، ونحن بمقتضى المسئولية التي نتحملها لسنا منزعجين وغاضبين من أحد وقد تركنا الخلافات والنزاعات السياسية التي تجلت في الحملات الانتخابية، ونعتبر الوقت هو وقت الوحدة والتضامن وهذه ليست شعارات ولكنها كلمات تصدر من صميم قلبنا، فنحن نمثل الوطن كله”.
واستدرك: ” في عام 2018 كان عدد النواب لحزب الشعب الجمهوري 146 نائبا وفي عام 2023 وصل عدد النواب إلى 169 فهناك زيادة ولكن هناك نواب مستأجرين وهم 40 نائبا مستأجر.. حتى الأحزاب التي حصلت على 1% بمجموع الأصوات حصلوا على 40 نائبا مستأجرا، فالعدد الصحيح 129 نائبا بما يعني أن هناك تراجع في عدد النواب من 146 إلى 129 ولا يمكن السير معه في الطريق.
وقال أردوغان: ” قد تقولون لهذا الشعب وأنتم تسندون ظهوركم للمنظمات الإرهابية وتقوولن هيا ولكن الشعب لم ينخدع لذلك.. “يقول كمال كليتشدار إذا كنتم تريدون إطلاق صلاح ديمرطاش عليكم تؤيدوني فماذا قال الشعب الحبيب ؟”.. فهذا الشخص الإرهابي كان مسئولا عن مقتل 51 مواطنا تركيا في ديار بكر ونحن لا نستطيع أن نطلق سراح من نشاء وفي حكمنا العدالة أساس الملك ولن يتغير هذا المبدأ”.
وتابع: ” إن الرئيس الرحل عدنان مندريس حين قال كفى والقول للشعب في خمسينيات القرن الماضي وقعت انقلابات لإضعاف قوة الشعب وكانت المذكرات تصدر بذلك وتم تشكيل حكومات ائتلافية لهذا السبب وخلافاتنا التي تعتبر ثراء لنا تم تحويلها لخلافات تعرقل قوتنا، وفي جميع مناطق تركيا الشمالية الجنوبية والغربية نجد قد تم محاولة تقسيمها لهذا السبب والذين يحاولون تلبيسنا لباس المجانين ويعلمون أنه اذا ما تم ترك الشعب سيثبت الشعب جدارته وقد حات الوقت وأنتم أثبتم بأنه سنصل لأعلى مستوى كان الراحل عدنان مندريس يحلم به وجميع هؤلاء الراحلون من أربكان ومندريس والذين أفنوا حياتهم هو يوم بلوغ غايتهم ونحن على مر 21 سنة بدأنا نتحدث عن مئوية تركيا ونحن نطلق لكم هذه البشارة”.
وقال أردوغان إن هذا اليوم هو يوم النصر وتعلو أصوات الشكر للسماء خاصة مع أخوتنا من الدول الشقيقة، وبعد إعلان النتائج لم تسكت هواتفنا من دول الخليج وأوروبا للتهانئ، فتركيا رغم القيود والعراقيل والدسائس فقد تصدينا لذلك بهدف الوصول لهذا اليوم رغم ما أصدرته المجلات الفرنسية والبريطانية المناوئة لأردوغان ولكنهم قد خسروا اليوم، وقد رأيتم التحالفات ومن تضامن مع من وتعاون المنظمات الإلحادية والإرهابية وأصحاب الأفكار المنحرفة والمثليين والحمد لله لم ينجحوا ولم يفلحوا لأن هذا الشعب سليم وأصيل، وأثبت نضجه ورشده في جميع الانتخابات والتحديات ولا يمكن ان يقع في خطأ وكل من يفكر في خداع الشعب التركي سيصاب بخيبة أمل مرارا وتكرارا وهذا يكشف عن عزة الشعب ونحن نستطيع بإذن الله نتغلب على جميع التحديات والمشكلات وتجاوزها، وأحمد الله وأشكره لأنه جعلني واحدا من أبناء الشعب التركي.
وتابع: ” ليس علينا إلا أن نسخر جهودنا كاملة للإنتاج وتقديم الخدمات لهذا الشعب، وما علينا إلا أن نضمد جروح ضحايا الزلزال وربط الناس بالحياة، وسنركز بالمناطق المتضررة ونبذل الجهود للحد من تداعيات الاقتصاد الناجمة عن التضخم المالي، وهذا ليس صعبا علينا، وقد وصلنا من قبل لخفض التضخم لـ 6%.. والآن الفوائد الربوية قد تقلصت لـ 8.5% .. هؤلاء لا يستطيعون إلا أن يجلسوا أمام صندوق النقد الدولي”.
وأشار إلى علي باباجان حينما كان يوما بجانبه، وتحدث معه مع صندوق النقد الدولي حينما كان ت تركيا مدينة بـ 23 مليار دولار وسألت هل نستطيع أن ندفع هذه الأقساط ودفعنا القسط الأخير 2013 وبعد ذلك قطعنا علاقتنا بصندوق النقد الدولي.. ولكن حزب الشعب الجمهوري يقول علينا أن نذهب ونقترض من صندوق النقد الدولي، ونذهب لإنجلترا وستدفع لنا 300 مليار دولار فهؤلاء لن يعطوك شيئا لأنهم سماسرة ومن يعتمد على السماسرة لن يجني سوى الشوك”.
وقال “علينا أن نمضي في طريق الامن والاستقرار ونتحول لاقتصاد إنتاجي قوي ونحن من خلال زيادة قواتنا في القطاع الصناعي سنقفز قفزة جديدة تبهر الجميع، ونحن اكتشفنا الغاز الطبيعي وتم توزيعه مجانا على شعبنا لمدة شهر كامل وسيستمر هذا لمدة عام كامل وهذا ما نفعله نحن والآن اكتشفنا النفط في جبل بغار، وهذا الاكتشاف جاء بعد جهد، نتيجة سيطرة الإرهابيين الذين يتعاونون مع كمال كليتشدار على هذا الجبل، حيث كانوا يخططون لإفساد كل العينات المستخرجة من النفط في هذه المنطقة لحرمان الشعب التركي.
وأوضح أنه تم تعزيز البنية الصحية، وسيتم زيادة عدد المدن الاستشفائية لدى تركيا، كما سيتم الاستثمار في مجال الطاقة، موضحا أن الرئيس الروسي بوتين ذكر له أنه سيجعل من منطقة راقية مركزا للطاقة، وسنزيد من قيمة العلامة التجارية لصناعتنا عالميا والتقليل من تكاليف الزراعة وتسهيل لدى المزارعين وتحقيق نجاحاتنا السياحية، وسنعزز التأمين الصحي حتى لا يبقى أي مواطن خارجا عن التأمين.
وأكد أردوغان أنه سيعمل في المرحلة القادمة على بناء نتائج مهمة وفقا لمشروع مئوية تركيا، والاحتفال بذكرى فتح إسطنبول، الذي أغلق عصرا وفتح عصرا أخرا بفتح القسطنطينية بشارة بقول النبي صلى الله عليه وسلم”نعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها” وهذه البشارة تحققت قبل 570 عاما ونستذكر ذلك القائد المبارك محمد الفاتح والجيش المبارك ونعتبركم أحفاده ونفخر بكم وأثق فيكم، ونتذكر شهداءنا الذين سقطوا خلال انقلاب 2016، ونؤكد أن هذه الراية لن تسقط على الأرض، وأنتم من أثبتم ذلك خلال هذه الانتخابات، واختتم أردوغان كلمته بشعر أحد الشعراء الأتراك.
