دراسة إسرائيلية: الدور المنتظر من القادة العرب لمساعدة إسرائيل في حرب غزة
قراءة تحليلية لدراسة أمنية صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي
شبكة مراسلين
ترجمة وإعداد: أبوبكر خلاف – الباحث في الشؤون الإسرائيلية
دراسة صدرت مؤخرًا عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تناولت موقف الدول العربية المعتدلة من حركة حماس خلال حرب “السيوف الحديدية” المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
الدراسة التي أعدها الباحثان أوفير وينتر وأودي ديكل، تسلط الضوء على تعاطف شعوب الدول العربية مع حماس وأسباب هذا الموقف، إضافة إلى كيفية تأثير هذا الموقف على مستقبل الصراع ، وأهمية تغييره كخطوة في طريق وقف الحرب التي تخطت 300 يوم، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
أسباب الموقف العربي المتسامح تجاه حماس
توضح الدراسة أن الدول العربية المعتدلة مثل مصر، الأردن، المغرب، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، رغم عدائها المعلن لمسار حماس وسياساتها، لم تقم بإدانة الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر بشكل رسمي، باستثناء الإمارات والبحرين. يعود هذا الموقف المتسامح إلى عدة عوامل منها:
1 – الرأي العام الداخلي
تخشى هذه الأنظمة من غضب شعوبها التي تتعاطف بشكل كبير مع القضية الفلسطينية. هذا الخوف يدفعها إلى الحفاظ على موقف متوازن لا يُظهر دعمًا صريحًا لإسرائيل.
2 – الحفاظ على دور الوساطة
تسعى الدول العربية، وخاصة مصر، إلى الحفاظ على دورها كوسيط محايد في الصراع، مما يحتم عليها تجنب اتخاذ مواقف قد تُفسر على أنها انحياز لإسرائيل.
3 – العداء التاريخي لإسرائيل
لا تزال مشاعر العداء تجاه إسرائيل متجذرة بين النخب الحاكمة في بعض الدول، مما يجعل من الصعب عليها انتقاد حماس بشكل علني.
4 – غموض نوايا إسرائيل بعد الحرب
هناك تخوف من أن تكون إسرائيل تسعى لاحتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري عليه، ما يزيد من تعقيد الموقف العربي.
5 – التحالفات الإقليمية
العلاقات القوية مع دول داعمة لحماس مثل قطر وتركيا وإيران تلعب دورًا في تقييد مرونة هذه الدول في التعامل مع الحركة.
خطوات تصعيدية وموقف أكثر حزمًا تجاه حماس
تشير الدراسة إلى أن الموقف “الناعم” تجاه حماس قد لا يخدم المصالح العربية على المدى الطويل؛ فاستمرار الدعم العلني أو غير المباشر لحماس يعيق الوصول إلى وقف إطلاق النار ويزيد من احتمالية تصاعد النزاع ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى مثل حزب الله وإيران، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
ومن هنا، تقترح الدراسة أن تتبنى الدول العربية موقفًا أكثر حزماً تجاه حماس من خلال:
1 – إدانة علنية لحماس
يجب على الدول العربية أن تدين علنًا أعمال حماس، خاصة تلك التي تتعارض مع مبادئ الإسلام والقانون الدولي.
2 – حملات إعلامية مضادة
ينبغي إطلاق حملات إعلامية توضح الضرر الذي تلحقه حماس بالقضية الفلسطينية والمصالح العربية، وفضح ارتباطها بمحور المقاومة الذي تقوده إيران.
3 – اجراءات تشريعية
قد يتضمن ذلك فرض عقوبات على نشطاء حماس في الدول العربية، ومنع جمع التبرعات للمنظمة، وحتى تصنيف حماس كمنظمة إرهابية.
4 – تقييد نشاط حماس في الدول العربية
تشمل هذه الإجراءات إغلاق مكاتب حماس، منع أنشطتها وتقييد حركة قادتها.
5 – تشجيع خطاب ديني معتدل
المؤسسات الدينية في الدول العربية، مثل الأزهر في مصر، يمكن أن تلعب دورًا في إدانة حماس من منطلق ديني.
6 – تعزيز السلطة الفلسطينية
تدعو الدراسة إلى دعم السلطة الفلسطينية كبديل شرعي لحماس، مع العمل على إصلاحها وتمكينها من استعادة السيطرة على قطاع غزة.
إسرائيل والدور العربي
تؤكد الدراسة أن إسرائيل يجب أن تشجع الدول العربية على اتخاذ هذه التدابير من خلال إظهار استعدادها للتفاوض حول حل الدولتين بعد انتهاء الحرب.
التعاون العربي-الإسرائيلي في هذا السياق قد يكون مفتاحًا لاستقرار قطاع غزة وإعادة تأهيله في “اليوم التالي” بعد انتهاء الحرب.
خلاصة الدراسة
تشير الدراسة إلى أن الشرق الأوسط يجب أن يُنظر إليه ليس كساحة لصراع دائم بين العرب وإسرائيل، بل كمجال تتداخل فيه المصالح المشتركة التي يمكن أن تُعزز من خلال سياسات مسؤولة ومتوازنة.
عزل حماس ونزع شرعيتها قد يمهدان الطريق لسلام إقليمي واستقرار مستدام، وهو ما يجب أن يكون هدفًا مشتركًا لكافة الأطراف المعنية.