فيديو|تعذيب فتاة من الداليت على يد شباب من الهندوس بالهند.. فمن هم الداليت وماهي ديانتهم؟
كتب – شريف الزين
تعرضت فتاة من أقليات الداليت المتواجدة بالهند للضرب المبرح والتعذيب الوحشي من قبل عدد من الشباب الهندوس وأعضاء من منظمة الهندوتفا المتطرفة.
وتتعرض الطائفة “المنبوذة” في الهند، إلى إقصاء متواصل سببه النظام الطبقي الموجود في البلاد، مما عرضها على الدوام إلى انتهاكات حقوقية جسيمة.
من هم الداليت؟
تنتمي طبقة الداليت إلى الدرجة الدنيا في التسلسل الهرمي للطائفة الهندوسية، أي أنهم من الهندوس أنفسهم، إلا أنهم من طبقة العبيد، فعادة ما تقوم بالمهام غير المرغوب فيها مثل سلخ الحيوانات النافقة، حيث يعمل الكثير منهم في المدابغ وصناعة الجلود.
- يقدّر عدد المنتمين إلى طائفة “الداليت” بحوالي 250 مليون نسمة وهم من بين أكثر مواطني الهند تعرضا للاضطهاد
- تزايدت حوادث الاغتصاب والقتل للفتيات المنتسبات لتلك الطبقة من قبل منتسبين لطبقات أعلى في السلم الهندوسي.
هذه الطبقة يطلق عليها أساسا اسم “الداليت“، وهي الفئة التي تقع خارج النظام الطبقي، وتعد من أقسى الحالات وأكثرها عنصرية في العالم، وفق منظمات حقوق الإنسان.
وعلى الرغم من أن دستور البلاد ألغى “المنبوذين” رسميا في 1950، فإن التمييز ضد أبناء “الداليت” ما زال قائما على أساس المعيار الطبقي الاجتماعي.
ويقدّر عدد المنتمين إليها بحوالي 250 مليون نسمة، وهم من بين أكثر مواطني الهند تعرضا للاضطهاد بسبب التسلسل الهرمي للطائفة الهندوسية.
تزايد حوادث الاغتصاب والقتل للفتيات المنتسبات لتلك الطبقة، من قبل طبقات أعلى في السلم الهندوسي في ولاية “أوتار برادش” (شمال)، أدى إلى عودة تسليط الضوء على المكانة الاجتماعية والاقتصادية للمنبوذين.
و تعرضت فتيات كثيرة للاغتصاب من شباب الهندوس، حيث تعرضت فتاة 19 عاما للاغتصاب عام 2020، ما تسبب بإصابات بالغة توفيت على إثرها بعد أسبوعين من نقلها للمستشفى.
وتوفيت فتاة أخرى تبلغ 22 عاما في حادثة اغتصاب مشابهة، تعالت على إثرها ردود فعل غاضبة من الأحزاب المعارضة والعديد من الأشخاص والمؤسسات.
ماهي الطبقات الاجتماعية والطوائف التي تعيش في الهند؟ ومن هم الأغلبية؟
تمثل الطبقية أساس النظام الاجتماعي في الهند، انطلاقا من الكتب الهندوسية المقدسة، وقانون “مانو” الذي يؤدي دورا مهما في تحول ذلك التصنيف إلى نظام قائم.
و”مانو” اسم كان يطلقه قدماء الهنود على أول “الملوك السبعة المؤلهين” الذين حكموا العالم في العصور القديمة، وفق المعتقدات الهندوسية.
ويتألف القانون من ألفين و685 مادة صيغت بأسلوب شعري، تتصل بسلوك الإنسان وحياته من الوجهة الدينية والمدنية، واختلف المؤرخون في تاريخ إقراره.
ويتكون النظام الاجتماعي في الهند، والمستمر منذ آلاف الأعوام من أربع طبقات رئيسية، هي البراهمة (رجال الدين) وتتربع على قمة الهرم الطبقي، وكشاتريا (العسكريين والقادة)، وفايشيا (التجار)، شودرا (الخدم والعبيد).
وهناك مئات الطبقات الفرعية الناتجة عن تزاوج بين أفراد الطبقات الأربع الرئيسية، فيما ينتمي الأطفال إلى طبقات آبائهم وأمهاتهم وبذلك يُتوارث النظام الطبقي.
** من هم “الداليت”؟
أما طبقة “الداليت” فهي خارج هذا التصنيف، وتقبع في أسفل السلم الاجتماعي، كما أن قانون “مانو” يحرض ويحث الطبقات الأخرى على نبذهم.
ويمنع “المنبوذون” من التواصل مع الأشخاص المنتسبين للطبقات الأعلى، كما يحرمون من بعض الممارسات الاجتماعية مثل مصافحة الآخرين والخروج من منازلهم بعد وقت معين.
وهناك تأثير كبير على أبناء الطبقات الأربع، سببه النصوص المذكورة بقوانين “مانو”، والكتب الهندوسية المقدسة الأخرى بخصوص تمييز هؤلاء واستمرار قمعهم.
وبسبب هذا التمييز، أقدم “بيمراو رامجي أمبيدكار” ( 14 أبريل 1891 – 6 ديسمبر 1956)، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1927، على إحراق نسخة من “مانو” في ولاية ماهاراشترا (جنوب غرب)، ثاني أكبر ولايات الهند سكانا.
وآنذاك، أرجع “أمبيدكار” المدافع عن حقوق “الداليت”، وأحد مؤسسي الدستور الهندي، وأول وزير للقانون والعدل في البلاد، السبب فيما فعله إلى أن تلك القوانين “تشرعن التمييز الطائفي ونبذ الطبقات الدنيا”.
وينشر متبعو أيديولوجية “هندوتفا” (الشكل السائد للقومية الهندوسية) ” هذا الفكر في كل مكان”.
وحسب تقارير، فإن أفراد هذه الطبقة الأدنى “يؤدون وظائف متواضعة مثل تنظيف المراحيض وإزالة القمامة والتخلص من الحيوانات النافقة”، تتسبب في زيادة التمييز ضدهم بناء على معتقدات هندوسية.