
في إشارة لما يبدو أنه انقلاب على الانقلاب في السودان، وانقسام الجيش السوداني على نفسه، أفاد بيان صادر عن قادة الحركات السودانية بأن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، تعهد بعدم التصعيد على خلفية الأزمة الأخيرة في منطقة مروي شمال البلاد.
وأضاف البيان، اليوم الجمعة، أن “دقلو وبعد حوار صريح وجاد أكد التزامه التام بعدم التصعيد واستعداده للجلوس مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في أي وقت ومن غير قيد أو شرط”.
ووقع على البيان كل من مالك عقار اير، ومني أركو مناوي، وجبريل إبراهيم محمد ومحمد عيسى عليو وعبدالله علي مسار.
وقال دقلو في بيان له اليوم، إنه على “استعداد للحوار بغية الوصول إلى حل جذري للأزمة يحقن الدماء ويحقق الأمن والطمأنينة للعباد والبلاد”.
ونقلت شبكة “العربية” عن مراسلها بأن قوات الدعم السريع لا تزال متمركزة في مكانها منذ ثلاثة أيام إلى جانب عناصر من الجيش المنتشرة داخل القاعدة الجوية العسكرية،
وكشفت مصادر سياسية عن تحرك بعض السفراء وممثلي الآلية الرباعية للوساطة بين الطرفين بالتنسيق مع الآلية الثلاثية.
وفي الوقت الذي كانت تتفق فيه قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، بالاندماج، فاجأت قوات الدعم السريع السودانيين بتحركات على الأرض، من خلال التمركز في مدينة مروي، والسيطرة على المطار بالمدينة، وشهدت المنطقة توتراً غير مسبوق منذ الأربعاء الماضي، إثر دفع قوات الدعم السريع بمئات الآليات إلى منطقة قريبة من القاعدة الجوية العسكرية، ما دفع الجيش إلى الاستنكار، وانتقاد تلك الخطوة، محذراً من دخول البلاد في صراع أمني خطير.
كما شدد على ضرورة انسحاب كامل تلك الآليات، معتبراً أن انتشارها جاء مخالفاً للقانون ودون تنسيق مع القوات المسلحة.
الأمر الذي حذر معه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بانزلاق الأمر إلى منعطف خطير في السودان، و تدهور الأوضاع الأمنية.
و تعالت الأصوات إلى التهدئة وعقدت اجتماعات بين عسكريين ومدنيين أمس، أفضت إلى تشكيل لجنة أمنية مشتركة في مساعٍ لنزع فتيل التوتر بين أكبر قوتين عسكريين في البلاد.
وكان قد تم تأجيل الإعلان عن الاتفاق السياسي النهائي الذي كان مقرراً مطلع أبريل من أجل العودة بالبلاد إلى المسار الديمقراطي وتشكيل حكومة مدنية.