مقالات

استخدام المنطق وفن توجيه الفكر

بقلم: ‎محمد سعد الأزهري‎

شبكة مراسلين
مقال بقلم: محمد سعد الأزهري

كان ختام مقال «الثوابت والمتغيرات» بعدد كبير من الأسئلة يجمعها ويحتويها كلها آخر سؤال فيها وكان يسأل : هل من عودة لمشاركة وطني حقيقي يجتمع حوله كل من يعمل بهدف حماية الوطن وحراسة الأمة وإصلاح النظام السياسي والاجتماعي ليكون الاعتبار الأول فيه اعتبار قيمة الإنسان وبناء شخصيته السوية والمتكاملة إنسانيا ودينيا وعقليا وثقافيا واجتماعيا؟

فالأوطان تسع الجميع وتحتاج للجميع وكانت قد أثبتت الجميع من أرضها ورعتهم في أرضها وتحت سمائها.

وإن أول ما يلزم في هذا المسار هو التمسك بحضارتنا وإنسانيتنا وكل ما نبت في نفوسنا من خير ونبل وكرامة لأن الهداة البناة أصبحوا عملة نادرة ندرة النفائس ذلك لأن منهج حياتهم ووسائل معيشتهم تنتمي لعالم الأنبياء والرسل الذين لا يحملون بغضا ولا حقدا ولا كراهية وإنما أتوا إلى الدنيا لتخليص أهلها من ظلمات الجهل والحقد والبغي والظلم والعدوان.

وإن اتجاها عكسيا كالذي أشير اليه الآن وأقصد به أن يقرأ الناس الأحداث السابقة والواقع الحالي ويتصلون بالمستقبل القريب والبعيد برسم رؤيته ورسالته وقيمه لكن بشرط أن يتخلى الجميع عن الرواسب الفكرية التي أتوا بها من الماضي.

قراءة واقعية واقرار بدقائق الحقائق دون تخلي عن قيم أو تنازل عن دين أو خلق أو لبس لباس الذل والهوان فأصحاب الكرامة والعزة والعلم وحدهم من يستطيعون صناعة المستقبل وإصلاح الحاضر والاستفادة من الماضي وتطويع الظروف والأدوات .

في العام ١٦٦٢ ميلاديا وفي أوروبا تحديدا حيث كانت الصراعات على أشدها والفتن الطائفية والدينية حتى بين أصحاب الدين الواحد والصراع السياسي الذي يحصد الأرواح ويقضي على الأوطان بسياساته العنصرية المقيتة أوشكت تلك السنوات وما حملته أن تقضي على أوروبا كلها وتهلك الحرث والنسل وكأننا نتحدث عن ظروف مشابهة بتكامل لدرجة أنك تظن أن الأشخاص فقط هم الذين تغيرت أسماؤهم وأماكن تواجدهم .

فنحن وللأسف في بلاد الشرق الأوسط والقارة الأفريقية العجوز بل وأوروبا ومعظم دول العالم  تتشابه ظروفنا السياسية لكننا يعنينا مآسينا والحفاظ على أوطاننا وإصلاح حياتنا بما يضمن الحياة الطيبة التي تستحقها شعوب المنطقة

ذكرت العام ١٦٦٢ ميلادي وما فيه من أحداث وفتن دامية تحديدا بسبب بروز دور الكاتب والفليسوف الفرنسي “أنطوان أرنولد” وصدور مؤلفه الراقي بما فيه من أطر ومحكمات للتفكير والتحليل وقراءة الواقع والوصول إلى الحق في كتابه “بالمنطق وفن توجيه التفكير”

وترجع أهمية الكتاب وما فيه إلى جملة القواعد والأساليب المتقنة والراقية التي توصل إليها وجعلها شرطا في منهاج المصلحين من الفئة العاقلة المتعقلة الحكيمة التي تتناسى جراحها وتتخلى عن رغباتها ومكاسبها في سبيل حفظ الأوطان وصيانة كرامة الإنسان وأرانا أحوج ما نكون إلى تعلم فنه وممارسة أسلوبه واتباع قواعده خاصة وأننا مازلنا نعاني من عقدة الخواجة وتفوقه الفكري والحضاري!.

القواعد والأساليب والطرق والأدوات التي تصون الأوطان وتعتبر بقيمة الإنسان هي:

1 – البعد عن القواعد النظرية الجافة واعتماد نتائج الممارسة والتطبيق.

ونحن من أشد بلايانا قوة وتلبسا بأفكارنا أننا وبعد ١٤٤٠ عاما من هجرة سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وهو باني دولة ومؤسس حضارة ومنشئ نظاما سياسيا عجزت البشرية أن تماشيه أو تلتزم به لأنه من الكمال والجلال والقوة والشمول النظري والتطبيقي العملي ما دعى الفيلسوف البريطاني الشهير ” الذي قال لو أن محمدا رسول الإسلام حيا اليوم لاستطاع أن يحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجانا من القهوة ” وهذه شهادة حق مجردة ممن درس وتعمق وتابع منهاج النبوة المحمدية في حب الأوطان وبناء الدول وإنشاء الحضارات بشرط أن تكون قيمة الإنسان أغلى القيم وأعظم الغايات ومنتهى التقدم الفكري والثقافي والحضاري.

أقول بعد هذه المدة الطويلة مازالت قراءتنا للواقع المرير وتحليلاتنا للظروف والملابسات والمتغيرات السياسية والثقافية واختلاف تموضع موازين القوى مازال فهمنا لهذا كله واقصد بفهمنا – الساسة والمثقفين والنخب والأحزاب والجماعات وحتى بعض الحكومات- نظرة سطحية تعتمد على الحس وليس الواقع والمشاعر وليس الحقائق والخطابة والمناظر وليس الدراسة والبحث والاستقصاء والممارسة.
وفارق كبير في الاستيعاب والتفاعل والتعامل والنتائج بينهما.

على سبيل المثال:
تستمر الأنظمة السياسية في معالجة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية معالجات أمنية فقط دون اللجوء إلى تولى المتخصصين دورهم في انقاذ البلاد وحماية العباد.

تخلي الأنظمة السياسية عن التعاطف مع احتياجات الشعوب وتلبيس احتياجاتها الأساسية من مسكن ومأكل وملبس وعلاج ومواصلات بحجة أن بناء الأوطان يحتاج التضحية ولمن اذن ستبنى الأوطان إذا هلك الإنسان ومع العلم أن هذه هي خطة الأنظمة الحاكمة وسياستها  أساليب إدارتها منذ ١٠٠ عام ولم تحصل الشعوب إلا على مزيد من الفقر والجوع والمرض والجهل.
وفي المقابل تتولى الأحزاب والعيادات الفكرية والجماعات الدينية سياسة التنظير والخطابة وتبني مبدأ التخوين والعمالة والمؤامرة على الرغم من تولي المعارضة السياسية أو تيار الحركات الدينية الكثير من زمام الحكم في عدد من البلدان العربية والإفريقية ولم تكن هناك النتائج المبهرة أو التغييرات المذهلة التي أسعدت الشعوب وأنقذت البلاد فلا هذا ولا ذاك استطاع أن يؤدي حق بلاده ويخدم شعبه ذلك بسبب النظريات الخاطئة التي عفى الزمان عليها ولاعتمادها على الخطابة والوعود الوردية دون استخدام الممارسة والتطبيق الحقيقي الأمثل.

2 – المنطق أداة توجيه الفكر نحو الحقيقة

السياسة متغيرة وليست دينا ثابتا أو أخلاقا متأصلة متجذرة.
هذا هو واقعها وتلك حقيقتها والمنطق يؤكد ذلك والعقل لا ينكره والواقع يدل عليه.

إن المصالح السياسية والمواءمات والتوافقات تجعل الأنظمة السياسية تلبس كل يوم لباسًا جديدا من المتغيرات فيوما تؤسس للشيوعية المتطرفة وتدعمها وتتبناها ويوما تتآمر عليها وتحاربها .

يوما تحارب جماعات الإسلام وتمنع عنهم الهواء وتصنفهم وتحجر عليهم وتحاصرهم وتصادر ممتلكاتهم كما حدث من أمريكا وكما حدث من نظام الحكم زمن عبد الناصر وفي اليوم والظروف والملابسات المغايرة تتبناهم الحكومات وتدعمهم وتطلب مساعدتهم وتفتح لهم أجواء السماء ومنابر الأرض كما حدث في استخدامهم في حرب وتفكيك وازاحة الاتحاد السوفيتي الشيوعي وكما حدث في مصر للقضاء على النفوذ الشيوعي المسيطر بفتح المجال للجماعات الإسلامية في مصر ودول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا زمن السادات وغيره.

هذه هي السياسة وملابسها وصورها المتغيرة والمتحولة بلا التزام ولا وفاء ولا ولاء لشيء سوى ما يراه القائمون على إدارة المشهد السياسي .

أما الأحزاب والحركات والمؤسسات البعيدة عن سدنة الحكم فإنها تنظر إلى هذه المشاهد المتغيرات بعين الريبة والشك والتخوين والاتهام بالعمالة.

ولذا كانت قاعدة اعتماد العقل والمنطق كأداة أساسية أصيلة في توجيه الفكر نحو رؤية وفهم الحقيقة.

3 – التزام الدقة في التعريفات والمفاهيم .

ذلك أن استخدامات العبارات الفضفاضة الواسعة التي تحتمل أوجها في التفسير والتأويل والفهم من أخطر ما يهدم اللحمة الوطنية ويوغر الصدور ويشتت الجهود فالكل يدعي الوطنية ويعلن ولائه وانتمائه للوطن ويقسم على ذلك

وكل يدعي وصلا بليلى .. وليلى لا تقر على وصال

وعند بعضهم:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر..
وسحق شعب آمن مسألة فيها نظر

ولذلك لا بد من تحرير المصطلح وبيان مدلول الكلمات والاتفاق على مفردات ومعاني للاستخدام في كل مايخص الوطن أوالمواطن والسياسة أو العمالة والوفاء أوالخيانة والعمالة أو المصالح حماية الوطن والدفاع عن وحدة أراضيه أو قهر المواطنين وحبسهم وتعذيبهم إلى ما لا نهاية، العدالة أو القتل خارج القانون.

4 – التفكير النقدي وتوجيه الفكر للصواب

من مآسي السياسة العربية والافريقية ومن مآسي كذلك الحالة الفكرية الدينية تخيل امتلاك الحق والصواب المطلق والنزاهة الكاملة والبراءة المقدسة فلا تراجع عن موقف ولا تصحيح لفكرة واعتقاد ولا تغيير لطريقة أو مسار ولا اعتراف بخطأ أو انحراف أو تجاوز .

فالكل معصوم وبرئ وطاهر وخالي من العيوب رغم أن اعتماد التفكير النقدي هو العاصم والمنجي ما الخطأ أن نجتهد في أمر ويظهر خطؤنا أو نسير في اتجاه ويتضح أنه عكس وجهتنا وخلاف ما نريد ما العيب في أن نقطع عمرا أو شوطا ثم تظهر حقيقة خطأنا أو أن هناك من الطرق والوسائل والمناهج ما هو خير وأيسر وأصح وأنفع ؟

دروس التاريخ مليئة بمثل هذه الحالات

إن واقع السياسة أكبر دليل على هذا المنهج في اعتماد التفكير النقدي. لقد أخطأت أمريكا في دخولها فيتنام وبنما من قبل واعترفوا جميعا لقد أخطأ هتلر عندما دخل إلى الأراضي الروسية . لقد أخطأت بريطانيا في كثير من سياساتها في المستعمرات البريطانية . لقد أخطأت أمريكا في تفكيك الاتحاد السوفيتي واضعاف روسيا وغفلت عن نمو العملاق الصيني الذي اقترب من ابتلاع الأسواق العالمية والتفوق العسكري والتقني والتكنولوجي.

إن محمد على أخطأ عندما ذهب للقضاء على الباب العالي والاستيلاء على الخلافة العثمانية كما أخطأ في التوغل في إفريقيا متناسيا طبيعة شعوبها كما أخطأ في حربه ضد الجزيرة العربية.

أن التيار الديني عبر التاريخ يعتمد تصحيح المسار وتغيير المنهج ولزوم الجماعة والحق حتى أن أئمة غيروا مذهبهم وترجعوا عن أفكارهم عبر التاريخ إلا في العصر المندوب الذي نعيشه ونحياه فإن التزام كل طرف بولائه المطلق لتاريخه ومنهجه ومساره رغم مافيه من انهزام وانكسار وخيبات ونكسات هو أصل المرض وأصل الداء وأصل الشر.

ولذلك قال أحدهم في الخلافات السياسية التي دارت بين الأمويين والعباسيين:

أرى تحت الرماد وميض نار .. ويوشك أن يكون لها ضرام
فإلم يدركها عقلاء قوم .. يكون وقودها جثث وهام

يجب على عقلاء كل طرف وكبار كل فريق ألا يسمحوا بالعدوان أو استمرار المعارك الصفرية وحياة البلاد دائما أطول من حياة حكامها وحياة المسجونين دائما أطول من حياة سجانهم وقديما قال أحد الشعراء الحكماء لزوجته وابنة عمه وقد قتل اخوانها أخيه فيتحدث إليها وهو يبكي قائلا :

قتلوا أمية أخي .. فإذا قتلت يصيبني سهمي هكذا أبناء العم وهكذا أبناء الوطن إن خسارة أحد أبناء الوطن خسارة للجميع وتأخر في نهضته وفساد في بيئته وتلوث في أجوائه ولذلك كانت أهمية قاعدة التفكير النقدي أهم مقومات بناء المجتمعات وصيانة الأوطان وحماية الإنسان .

5 – تحدي الأفكار والرؤى السابقة

من نتائج قاعدة التفكير النقدي السابقة هو تحقيق قاعدة تحدي الأفكار والرؤى السابقة ولم لا ؟
لم لا نتراجع عن أفكار صحيحة ولكنها غير صالحة ؟
لم لا نتنازل عن حقوق شخصية وفئوية لصالح عليا سامية؟

لم لا نتعاون فيما يصلح البلاد ويصون الأعراض والدماء والأحوال في سبيل التخلي عن منهجية أو رأي أو طريقة أو أدوات وأساليب ربما لم تتوافق مع الظرف الحالي العالمي أو ربما لم يأت أوانها أو ربما لم يرتقي وعي الشعوب لاستقبالها أو لأنها تتعاكس مع نظام عتيد متبع وأشبه ما يكون بالأوثان عند متبعيه قدسية وعبادة واتباعا لما لا نترك عباد هذه الأوطان حتى يهدمونها بأيديهم كما فعل أهل مكة بالأصنام حول الكعبة. إن الثورة على قيادة فاشلة أو أفكار عتيقة لا تستقيم وظروف الحياة والعصر أو رؤى ومنهجيات بين لا تصلح أو لم يأتي وقتها أو لم تجد من يحميها وينصرها، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على البلدات والقبائل سائلا من ينصرني حتى أبلغ دعوة ربي من يعينني حتى أبلغ دعوة ربي وكذلك كان عبد الرحمن الداخل في إنشاء حكمه في الأندلس ، وكذلك كان الشيء محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود بل القصة الشهيرة يوم تقدم الشيخ حسن البنا رحمه الله للانتخابات في دائرة الإسماعيلية فأرسل إليه النحاس،باشا رئيس الحكومة لماذا تتجه نحو الترشح فأخبره بأهدافه واغراضه من الدخول إلى حلبة السياسة فوعده رئيس،الوزاراء بتحقيق أهدافه فانسحب الرجل من الانتخابات فهل لدى بعض رجال العلم والدين والسياسة والإدارة والقيادة من الجرأة والشجاعه أن ينسحبون ويتنازلون ويبتعدون ويكونون سببا في توحيد الصف الوطني؟

6 – التأثير والاستنتاجات

إن تأثير الالتزام بهذه القواعد الكلية هو باب وسبيل ووسيلة ناجحة في الحفاظ على ما تبقى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النفوس البشرية في الوطن والتي سحقت تحت وطأة المعالجات الأمنية وأصابها وأفرادها ما أصابها من الهشاشة النفسية التي تحتاج إلى سنوات من المعالجة والاستشفاء.

إن تأثير فقدان الوطن لجيل من المبدعين والمجتهدين والمتألقين والمتخصصين والنخب لخسارة لا يمكن تعويضها في جيل أو جيلين وإن الخسارة التي خسرتها أوروبا في قتل وتهجير وتشريد وتهميش فئة النخبة من المفكرين وقادة الرأي ورجال الدولة اضطرها وللآن من سرقة العقول الشابة المبدعة من الوطن العربي والقارة الأفريقية في جميع المجالات العلمية والتقنية والسياسية والرياضية والفنية والاعلامية والبحثية والقائمة أكبر من حصرها وهذا لا يخفى على متابع أو قارئ.

٧- الخلفيات والتاريخ

التاريخ لن يرحم أحدا وإنما يسجل الجميع ضمن قائمتين لا ثالث لهما :
• قائمة الشرف والإصلاح والبناء.
• قائمة الهدم والتخريب والدنائة والخيانة والعار.
والتاريخ ديوان الشعوب وفيه مجموعة الهداة البناة، يتصدر قائمة الشرف والطهر والكمال فيها الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ويكفي شرف الذين يسجلون فيها كتابة أسمائهم في هذا السجل النوراني المقدس.
والسجل الثاني يتربع على قائمته الشيطان وأتباعه:
فرعون وجنوده
هامان ووزرائه
قارون وأصحاب الربا والمؤسسات المالية التي تطحن الشعوب وتفتك بأرواحههم
وتختم بفشلة الحكام، وخونة الأوطان، وعلماء السوء، وقادة الفتنة، وأرباب الخراب والهدم والخيانة من الشعوب.

كانت هذه سبعة قواعد تأسيسية لمن كانت جهوده خالصة بحق في اتخاذ ما يلزم لانهاء الحرابة بين أبناء الوطن وتجميع الصف الوطني وإعادة بوصلة الوطنية والوفاء والشرف والتضحية والفداء لتحيا الأوطان عزيزة قوية ويحيا الشعب عزيزا حرا أبيا صانع حضارته وباني نهضته. وعلى حب الأوطان وحرية الإنسان نلتقي، وعلى حب الخير والتزام الحق ونشر الفضيلة نتعاهد.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews