تقارير و تحقيقات

عودة الطلاب من تركيا إلى سوريا .. تحديات تعليمية وآفاق جديدة

دمشق / منى زين العابدين

في لقاء هادف لبحث مستقبل العملية التعليمية للسوريين المقيمين في تركيا، التقى وزير التربية السورية الأستاذ نذير القادري بعدد من السوريين التربويين بتركيا، هم الأستاذ عمران الحمصي، رئيس الهيئة التربوية السورية بتركيا، والدكتور هاشم فشتكي، عميد كلية التربية الثالثة بجامعة دمشق، والدكتور عماد كنعان، رئيس رابطة الأكاديميين السورين وعضو اللجنة التدريسية بجامعة كلس.

يأتي هذا اللقاء في إطار جهود وزارة التربية السورية لإيجاد حلول شاملة لتذليل العقبات التي تواجه العملية التعليمية في الشتات، والعمل على إعادة هيكلة النظام التعليمي بما يخدم مصالح المعلمين والطلاب على حد سواء.

إعادة دمج المعلمين السوريين

تناول الاجتماع ملف 13,000 معلم سوري وأكثر من مليون طالب يعيشون في تركيا. وأوضح الوزير القادري أن المعلمين الذين تم تعيينهم سابقاً في سوريا والذين تم فصلهم أو استقالتهم سيتم إعادة دمجهم في النظام التعليمي السوري مع دراسة احتساب سنوات خدمتهم وفق اللوائح المقدمة في المرحلة اللاحقة. وفي المقابل، أشار الوزير إلى أن المعلمين الذين لم يُثبّتوا رسمياً سابقاً يواجهون مشكلة غياب المستند القانوني اللازم لضم خدماتهم.

خبرات تعليمية تحت الموازين الجديدة

أكد الوزير أن الخبرات المكتسبة في تركيا ستُحتسب عند تقدم أي معلم لوظيفة في سوريا مستقبلًا، مما يفتح آفاقاً جديدة لدمج الخبرات العملية المكتسبة في الخارج ضمن المسابقات الوطنية.

تعليم الطلاب باللغة العربية

من ناحية أخرى، أعلن الوزير أن العملية التعليمية للطلاب السوريين ستكون باللغة العربية، مع تخصيص فصول دراسية تتماشى مع السنة الدراسية الفعلية لكل طالب، دون تخفيضها أو تغييرها. وأوضح أن التعليم سيتم ضمن المدارس في سوريا وليس في المهجر، فيما بدأت السلطات بإحصاء الطلاب العائدين.

التعويضات والتحديات المؤسسية

أشار الوزير القادري إلى أن دراسة موضوع التعويضات السابقة للمعلمين ستتم بعد استقرار الحكومة، مبرزاً أن الوزارة ورثت أنظمة قديمة تحتاج إلى إصلاح شامل. ودعا الوزير جميع الكوادر التعليمية إلى الوقوف صفاً واحداً، حتى لو كان ذلك بمبادرات تطوعية، معتبرًا أن هذا الأمر يمس جيلًا كاملاً من المعلمين، مشيراً إلى أن التحسن قد يستغرق نحو ستة أشهر.

تساؤلات المعلمين

بعد انتهاء اللقاء، أثار النقاش عدة تساؤلات من قبل المعلمين، أبرزها:

  • تأكيد الخبرة: كيف يمكن للمعلمين إثبات عملهم مع اليونيسف منذ عام 2015 عند العودة إلى سوريا؟
  • معلمو الوكالات وساعات التدريس: ما هو وضع المعلمين غير المثبتين سابقاً، وهل يمكن احتساب خبراتهم المكتسبة في تركيا ضمن الخدمة عند التقديم للعمل في سوريا؟
  • إعادة دمج معلمي المحافظات المتأثرة: كيف سيتم التعامل مع معلمي محافظة الحكسة، حيث أن الدوائر والمدارس مغلقة بسبب النزاعات؟
  • المعلمون الذين تقرر تعيينهم في سوريا: ماذا عن المعلمين الذين تقرر تعيينهم في سوريا لكنهم لم يلتحقوا بالعمل نظراً لتواجدهم بتركيا؟
  • المعلمون المتخرجون من الجامعات التركية وكبار السن: تساءل البعض عن مستقبل المعلمين الذين حصلوا على شهاداتهم من الجامعات التركية، وكذلك عن حالة كبار السن من المعلمين.

وقد عبّر بعض المعلمين عن استيائهم من الحالة الراهنة، مشيرين إلى تباين الوضع مع النظام التركي الذي يتميز بالوضوح والتنظيم، مطالبين بتجديد عقودهم لتحسين الظروف المعيشية الصعبة في ظل استمرار التحديات.


خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews